أشارت صاحبة "صدى القرن: قاموس تاريخي للراديو والتلفزيون" إلى أن موضوع تأثير وسائل الإعلام على الجمهور مايزال محل جدل، وقالت انياس شوفو إن وسائل الإعلام لها تأثير لذلك يسعى السياسيون للسيطرة عليها، واستعرضت تاريخ تأثير وسائل الإعلام على الجمهور، حيث بدأ مع الراديو، فاستعمله النظام النازي كوسيلة لتمرير أفكاره وأيدلوجيته على الجمهور خاصة النساء والأطفال فخلق جوا من القلق، واستشهدت انياس شوفو بالكتاب الذي ألفه "سرج جاكوتين" عام 1939، تحت عنوان "اغتصاب الجمهور من طرف الدعاية السياسية"، وأكد فيه حسب المحاضرة أن الراديو يهيمن على مشاعر وأفكار وأحاسيس الناس فينصاعون لما يبث، وأن البعض منهم لا ينصاعون لما يسمعون بسبب عامل التربية، وأكدت انياس شوفو أن الأطروحة التي هيمنت في الثلاثينيات هي سيطرة الراديو• صرحت صاحبة "قاموس تاريخ التلفزيون" أن الدراسات الأولى العلمية حول وسائل الإعلام في أمريكا في الأربعينيات كانت امبريقية أي ميدانية، كتلك الأبحاث التي أنجزتها مدرسة كولومبيا، حيث أنجز "بول لازار سفيلد" بحثا تحت عنوان "هل باستطاعة وسائل الإعلام التأثير على الانتخابات في أمريكا؟" واعتمد الباحثون على الملاحظة الميدانية والمقابلات، وتبين من خلال النتائج أن الناس يصوتون بقوة معتمدين على انتمائهم، وأن أكثر المصوتين لا يشاهدون كثيرا التلفزيون ويقرؤون الجرائد أقل• وأشارت انياس شوفو إلى أن العلوم الاجتماعية أحدثت ثورة كبيرة من خلال الأبحاث، غيرت المفاهيم وبينت أن تأثير وسائل الإعلام في الجمهور هو تأثير صغير وليس كبيرا• أشارت انياس شوفو إلى أن دراسات كثيرة أنجزت فيما بعد لمعرفة تأثير وسائل الإعلام على الجمهور وانصبت خاصة على دراسة كيفية الاهتمام بالأحداث أي أيها يأخذ الأولوية في المعالجة، وذكرت المحاضرة أبحاث شو وكو في1970 واللذين انطلقا من فكرة أن الجمهور لا يستقي المعلومات من التلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى، وأن هذا الأخير متأكد أنها لا تغطي كل الأخبار، وهنا أشارت انياس شوفو إلى مواضيع اختفت كلية من التلفزيون رغم أنه لم يتم حلها على غرار مشكل التبت• وأكدت المحاضرة أن أطروحة: إذا كانت وسائل الإعلام تغطي بعض الأحداث التي تعطي لها الأهمية وتجعلها في المقدمة في مقابل عدم معالجتها لمواضيع أخرى فيجب تبيان هذه الأطروحة• قالت انياس شوفو إن الباحثين في العلوم الاجتماعية اهتموا برصد مساهمة وسائل الإعلام في تبيان الحقيقة، فتم التوصل إلى نتيجة مفادها أن وسائل الإعلام تبرز بعض الأحداث وتخفي أخرى• وأنها تعمل على إبراز مقولبات وتجمد الحقيقة بمعالجة الصحفي للموضوع ونقده ذاتيا، كما أن المعالجة تتم ببساطة أو يتم تضخيمه• واعتبرت المحاضرة أن الرهان اليوم متعلق بالجمهور هل هو يقبل المعلومة دون نقد أم أنه يبحث فيما وراء الخبر، وذكرت ببحث قام به عالم الانثروبولوجيا اشيار غرت في كتاب صدر له تحت عنوان "ثقافة الفقير"، حيث عاش لفترة مع الناس واستنتج أن الناس متأكدون أن ما يشاهدون على التلفزيون ويقروؤن في الجرائد ليست هي الحقيقة• قالت المحاضرة إن الانتشار الكبير لوسائل الإعلام من حيث العدد اليوم سمح للمشاهد بالنقد بحيث يقارن كيف تم تناول حدث معين من طرف قناة وكيف تناولته قناة أخرى أي أن المشاهد بإمكانه أن يبني حكما نقديا•