قدم مساء أول أمس بالمكتبة الوطنية الكاتب عبد العزيز غرمول آخر مؤلفاته، الصادر عن منشورات البرزخ، تحت عنوان "فضة لمساء بختي" التي تطرق فيها إلى الأوضاع المضطربة التي سادت بلادنا منذ الثمانينيات. قدم الأستاذ عبد العزيز بوباكير قراءة في رواية "فضة لمساء بختي"، حيث قال في بداية اللقاء إنه قرأ المخطوط أولا ثم تطرق إلى قراءة الرواية بالتفصيل، وأشار إلى أن الكتاب لا يملك من اسم الصحفي والكاتب الراحل بختي بن عودة إلا الاسم، لأن غرمول سرد فيه كل الأحداث السياسية المضطربة التي عاشها الجزائريون منذ الثمانينيات حتى سنوات الإرهاب، وتحدث في سياق ذلك عن ضحايا تلك الأزمات التي مرت بها بلادنا من رجال الفكر والثقافة الذين فقدتهم الساحة الوطنية، والذي كان في اعتقاد الكاتب بمثابة اعتقال للعقل، بعد مواقفهم المعلنة من أجل سيادة الديمقراطية ومحاربة الظلم واللاعدل بكل أشكاله، على غرار طاهر جاووت، وأضاف في ذات السياق أن تطرقه إلى هذه الأسماء الحساسة في الوسط الفكري الجزائري، كان بمثابة حجة برر بها الكاتب الحديث عن الوضع في الجزائر بشكل عام. وعن الأسلوب الذي اعتمده الروائي في مؤلفه قال بوباكير إنه استعمل لغة ممزوجة بالغضب والصفاء والعنف أحيانا حتى يخرج عن الأساليب التقليدية التي كرستها معظم الكتابات، كما أنه تجاوز اللغة الخطابية القديمة التي تتغنى بالأمجاد إلى غنائية الاعتراف وحرية التعبير عن الرأي. ومن جهته صرح المؤلف الرئيس السابق لاتحاد الكتاب الجزائريين أن الرواية هي بمثابة "شهادة لأبناء هذا الجيل، حاولت من خلاله نقل المعاناة التي عشناها وأبناء جيلي في ظل الإرهاب، أردت أن يعرف أبناء هذا الجيل وحتى الأجيال الأخرى تاريخهم حتى لا ينسوا، لأن ما يعاب علينا نحن الجزائريين أننا لا نتعلم من أخطائنا السابقة لأننا ننسى تاريخنا بمجرد مرور الأزمة، في حين لو كنا عكس ذلك لما أعاد التاريخ نفسه علينا في العشرية السوداء التي ذهب ضحيتها آلاف المواطنين".