تمكن أنصار "أبو جرة سلطاني" من ترجيح كفة المؤتمر الرابع لحركة مجتمع السلم لصالحهم، بعد أن ألغى المؤتمرون جميع اللوائح التي تمخضت عن مجلس الشورى، منها إسقاط المادة التي تعطي لهذه الهيئة صلاحية انتخاب رئيس الحركة• وتأخر انطلاق أشغال المؤتمر الرابع لحركة حمس إلى غاية، مساء أمس، وكان من المفترض أن تبدأ مساء يوم الثلاثاء، حيث اقتصر الأمر على الإعلان عن الافتتاح الرسمي للمؤتمر فقط، بسبب مشاكل تنظيمية، ولم تتضح الأمور إلا بعد دراسة الطعون المتعلقة بنسبة مشاركة الطرفين المتنافسين في مكتب إدارة المؤتمر• وتم الاتفاق في الأخير، على أن يشمل المكتب 6 أعضاء: ثلاثة منهم من لجنة تحضير المؤتمر، وثلاثة آخرين من المكتب التنفيذي للحركة، وترأسه "بوبكر قدودة"• وساد بداية أشغال المؤتمر حالة من التوتر، وصلت حسب ما تسرب من داخل القاعة البيضاوية إلى حد المشادات الكلامية، بعد أن أصر كل طرف على أن تكون له صلاحية منح الشارات، ولم يتم الفصل في الإشكال إلا بعد الاتفاق على مكتب إدارة المؤتمر• ويبدو أن "أبو جرة سلطاني" تمكن من ترجيح الكفة لصالحه، معتمدا في ذلك على المؤتمرين، بعد أن نجح في كسب تأييد حوالي 900 مؤتمر من مجموع 1400 مشارك، ما يعني أن "عبد المجيد مناصرة" المنافس الوحيد ل"أبي جرة"، لم يستطع جذب سوى 500 مؤتمر، أي أقل من النصف• وفور عرض النظام الداخلي، سارع المؤتمرون إلى إسقاط جميع المواد التي تضمنها، بما فيها المادة التي تنص على أن رئيس الحركة ينتخبه مجلس الشورى، ما يعني إفشال كل الخطوات التي قام بها أنصار "مناصرة" قبيل انعقاد المؤتمر، بشكل يجعل الأمور تسير في صالحهم• وما ميّز أشغال، نهار أمس، غياب "عبد المجيد مناصرة"، الذي يكون قد شعر بأن الأمور فلتت من بينه يديه، خصوصا وأن المؤتمر اتجه نحو إقصاء جميع المؤيدين والمتعاطفين معه من تشكيلة مجلس الشورى، وقابل هذا الاتجاه اتجاه آخر نحو تثبيت "أبو جرة سلطاني" على رأس حمس لعهدة أخرى• علما أن اليوم الأول من المؤتمر تميز بأجواء جد مشحونة، أدت إلى تأخير بداية الجلسة الأولى بأزيد من أربع ساعات كاملة، واستمرت المشاكل التنظيمية من يوم الثلاثاء الماضي إلى غاية مساء يوم الخميس، في حين تواصلت الأشغال طيلة نهار أمس• وسبق انطلاق مؤتمر حركة مجتمع السلم، حرب كلامية ما بين المؤيدين ل"أبي جرة" والمتعاطفين مع "مناصرة"، وأظهر الطرف الأول تمسكه بالمؤتمر للفوز على منافسه، وهو ما تم فعلا، في حين اعتمد الطرف الثاني على مجلس الشورى، وعلى القرارات التي خرج بها، التي أسقطها جميعها المؤتمر، وكأن شيئا لم يحدث•