تنطلق، اليوم، أشغال المؤتمر الرابع لحركة مجتمع السلم بالقاعة البيضاوية للمركب الأولمبي "محمد بوضياف" بالعاصمة، حيث ستكون الحركة على موعد مع اختيار رئيسها للعهدة المقبلة، والذي سوف لن يكون بالمهمة السهلة على المندوبين، الذين سيجدون أنفسهم أمام خيارين كلاهما صعب، الأول إعادة تزكية الرئيس الحالي "أبو جرة سلطاني" لعهدة أخرى، أما الخيار الثاني فهو إحداث القطيعة مع القيادة الحالية• لم يحدث في تاريخ الحركة وأن انقسمت مثل هذه المرة، حيث أسالت الكثير من الحبر على الورق، ونشرت صراعاتها على أعمدة الصحافة، وكشف كل عضو عن موقعه من الصراع القائم بين "أبو جرة سلطاني" و"عبد المجيد مناصرة"• لقد اعتادت الحركة إخفاء صراعاتها في مثل هذه المناسبات، مثلما حدث خلال المؤتمر الثالث سنة 2003، حيث لم يتم التعرف على رئيس الحركة حتى اللحظات الأخيرة، وهو ما سيحدث حتما خلال المؤتمر الرابع الذي سيكون حاسما وفاصلا في آن واحد• واتضح خلال مختلف تصريحات المتنافسين، أن " أنصار "أبوجرة سلطاني" يعوّلون كثيرا على المندوبين للعودة بقوة إلى رئاسة الحركة "، حيث سبق لرئيسها وأن صرّح أن " هناك رغبة للسطو على حقوق المندوبين ومصادرة أصواتهم"، وبالتالي حسبه " يتعين أن يتم عرض جميع اللوائح والأوراق التي أعدها مجلس الشورى لمصادقة المؤتمر، ومنه إسقاط جميع المواد التي لا تناسب أنصار "أبو جرة"، وفي مقدمتها المادة التي تمنع الجمع بين وظيفة وزارية ومنصب مسؤولية حزبية "• وبالتالي، سيكون الرهان الأول لأنصار "أبو جرة"، " إسقاط مكتب المؤتمر وعدم المصادقة عليه، رغم أنه تم انتخابه على مستوى مجلس الشورى، وحظي بتزكية الأغلبية، وهوالتحدي الذي سوف لن يكون سهلا كون الفريق الثاني هوالآخر يسعى بقوة لربح المعركة الأولى"• ويسعى أنصار "أبو جرة سلطاني" التشكيك في كل الأوراق واللوائح التي اقترحها مجلس الشورى، حيث لم يهضم رئيس الحركة وقوف هذا المجلس، الذي انتخبه خلال مؤتمر 2003 ضد قراراته، وتكييف مواد في القانون الأساسي تعيق ترشحه لمنصب الرئاسة"• لكن تحركات أنصار "أبو جرة" قابلتها رغبة كبيرة من قبل أنصار "عبد المجيد مناصرة" في إحداث تغيير على مستوى القيادة بدعم من هيئة المؤسسين، الذين يملكون سلطة أدبية على الحركة، والذين سيرجحون حتما الكفة لصالح المترشح الذي حظي بدعمهم، لا سيما خلال اللقاء الأخير الذي جمعهم ببيت المرحوم "محفوظ نحناح"، والذين أكدوا خلاله على رغبتهم في رؤية وجه جديد على رأس الحركة، وتغيير استراتيجية عملها وإشراك الجميع في تسيير شؤونها، بدلا من الاعتماد على مجموعة معينة على حساب الجميع• وعكس الجناح الآخر، يعوّل أنصار "عبد المجيد مناصرة" على أعضاء مجلس الشورى الوطني، لإحداث "ثورة" داخل المؤتمر من خلال إقناع المندوبين بضرورة إحداث القطيعة مع الفريق الحالي، الذي تسبب حسبهم في " نزيف قيادي وقاعدي، نخر داخلي، تسبيق المصالح الشخصية على الحزبية، بالإضافة إلى تقهقر الحزب من حيث التمثيل في المجالس المحلية المنتخبة، ليصبح القوة الرابعة بعد الجبهة الوطنية الجزائرية، التي أخذت المركز الثالث مكانها"•