أكد ممثلو اتحادات الفلاحين ببلدان المغرب العربي، أمس، بتونس على الحاجة الاستراتيجية إلى تكامل مغاربي في قطاع الحبوب، من أجل ضمان الاكتفاء الذاتي للمنطقة من المواد الفلاحية وضمان الأمن الغذائي لسكانها، على ضوء الاضطرابات المسجلة في هذا الميدان على الساحة الدولية• فقد أبرز المسؤولون المغاربيون، ومنهم الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين السيد "محمد عليوي"، المجتمعون يومي الأربعاء والخميس، في إطار ملتقى حول موضوع "التكامل المغاربي في قطاع الحبوب" أنه من مصلحة بلدان المنطقة تكثيف الجهود لمواجهة تحديات عدة فرضها الظرف الراهن• كما أن الحاجة إلى تصور مشترك وعمل متناسق في المنطقة، التي تعد من أكبر مستهلكي الحبوب في العالم، يحتمها ظرف غير مواتي يتداخل فيه كل من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والحبوب بشكل خاص في الأسواق الدولية، وضعف تساقط الأمطار، علاوة على التصحر وانجراف التربة وضعف المردودية• وأوضح المشاركون أنه علاوة على الإيجابيات التي تمنحها المقتنيات الجماعية للحبوب ومشتقاتها، فإن تظافر الجهود للرفع من مستوى الإنتاج وتحسين المردود، ينبغي أن يشمل كذلك تطوير البحث العلمي، وإنتاج البذور المحسنة، وتخصيب التربة والتنسيق بين القطاعات التجارية، وتشجيع الاستثمارات وكذا تحفيز المنتجين• ولدى تطرقه لتبعية العالم العربي الكبيرة للحبوب، أكد الأمين العام لاتحاد المغرب العربي السيد "لحبيب بن يحيى" إلى أن دراسات عربية عدة، قد أشارت إلى أن متوسط استهلاك العالم العربي للحبوب يقدر ب 325 كيلوغرام للفرد، سنويا منها 158 كلغ للفرد سنويا من القمح، "وهو المعدل الأكثر ارتفاعا في العالم"• كما أوضح، أن ذات الدراسات تفيد بأن العجز في ميدان الحبوب يمثل حوالي 50 بالمائة من الواردات العربية من المنتجات الغذائية، مما يحتم على العالم العربي -حسب رأيه- والمغرب العربي بشكل خاص "الزيادة من إنتاجهم وتسهيل مبادلاتهم•