شكل التكامل في المجال الفلاحي في أفق الاندماج الاقتصادي للمغرب العربي في سياق دولي متميز بمنافسة حادة محور أشغال لقاء نظم أمس الثلاثاء بتونس من طرف الهيئات المهنية المغاربية بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال20 لإنشاء اتحاد المغرب العربي. واعتبر الاتحاد المغاربي للفلاحين (الموجود مقره بتونس) أن الاضطرابات الناجمة عن ارتفاع الطلب الغذائي العالمي و تضاعف التجمعات و المضاربة حول تجارة المواد الفلاحية الأساسية تضع البلدان المغاربية أمام تحد يتعين عليهم رفعه في مجال استراتيجية ضمان الأمن الغذائي التي تعتبر ''عاملا أساسيا للاستقلال و السيادة المناعة''. واعتبر رئيس الاتحاد المغاربي للفلاحين مبروك بحري أن التغيرات المناخية و تأثيرها على الموارد الطبيعية و المنافسة الحادة على الأسواق الخارجية و زيادة الشروط المفروضة على الصادرات الفلاحية من شانها ''اليوم أكثر من أي وقت مضى'' تعزيز الحاجة لتنسيق عمل البلدان المغاربية على أساس التشاور و التضامن و تفاعل المصالح مع هدف مزدوج يتمثل في حماية مصالح شعوب المغرب العربي و تعزيز موقفها على الصعيد الإقليمي و الدولي. وأضاف قائلا لهذا تم توجيه دعوة إلى البلدان المغاربية لاستغلال كل فرص الشراكة مع إضفاء على برامجها طابع الأولوية في التكفل بتأثيرات التغيرات المناخية قصد زيادة حجم الاستثمارات في الفرع الفلاحي و إطلاق مشاريع فعالة مولدة لقيمة إضافية عالية سيما في مجال الفلاحة الصناعية. واعتبر من جهته رئيس الاتحاد المغاربي للموظفين (الموجود مقره بالجزائر) أنه ''يبقى عمل كبير يجب القيام به في مجال الاندماج الاقتصادي على الرغم من الجهود المبذولة. وأوضح هادي الجيلاني انه باستثناء المبادلات التجارية الثنائية و الاستثمارات المغاربية يعاني مسار الاندماج من غياب مقاربات المرافقة على غرار تنسيق الأجهزة التشريعية للدول الأعضاء و شبكة المؤسسات المصرفية و المالية و منح نظام تفضيلي للمستثمر المغاربي و كذا غياب منشاة مغاربية ملائمة حاليا سيما في مجال النقل البري و البحري و الطرق السريعة و السكك الحديدية. وأشار إلى أهمية تحلي المؤسسات بثقافة المنافسة و التخلي عن السوق المحلي المحمي معلنا في هذا السياق عن تنظيم منتدى من قبل الاتحاد المغاربي للمستخدمين في ماي المقبل بالجزائر حول إضفاء تصور اقتصادي مغاربي موحد على منظمات و مؤسسات المنطقة. وذكر ممثل اتحاد المغرب العربي بأهداف إستراتيجية التنمية المغاربية المصادق عليها خلال قمة رأس لانوف بليبيا في مارس 1991 سيما إقامة منطقة تبادل حر للمنتوجات المغاربية الأصل و إنشاء اتحاد جمركي و إقامة سوق مشتركة تمهيدا لاندماج اقتصادي يتوج في آخر المسار باتحاد اقتصادي. وتميز اللقاء الذي نظمه كل من الاتحاد المغاربي للفلاحين و الاتحاد المغاربي للمستخدمين بعرض محاضرتين بعنوان ''التبادل التجاري للمنتوج المغاربي: تقييم الوضع'' و ''واقع و افاق الاستثمار المغاربي المشترك.