تماسكت أسعار النفط خلال الأسبوع، فوق 130 دولارا للبرميل للعقود الآجلة، وظلت متأرجحة منذ منتصف الأسبوع في نطاق ستة دولارات صعودا أو هبوطا قبل أن تتراجع أكثر من دولار في التعاملات الصباحية يوم أمس• وجاء انخفاض النفط مواكبا لتراجع الدولار الأمريكي مقابل الأورو، بعد أن أظهرت نتائج أولية أن الناخبين في إيرلندا رفضوا معاهدة للاتحاد الأوروبي في الإقتراع الذي جرى أول أمس الخميس• ويأتي تراجع أسعار النفط في آخر أيام تعاملات الأسبوع أمس، بعد جلسة تعامل متقلبة يوم الخميس، احتار المتعاملون فيها بين المخاوف من اضطراب الإمدادات من نيجيريا، أكبر منتج للنفط في إفريقيا وثامن أكبر منتج في العالم وبين ارتفاع الدولار الأمريكي• وكانت أسعار النفط سائرة نحو مزيد من التراجع أول أمس الخميس في سياق تحسن الدولار، إذ تراجع حتى 131.55 دولارا في معاملات، متأثرا بتحسن الدولار قبل أن ينتعش بفعل أنباء أن نقابة عمال النفط الرئيسية في نيجيريا جددت تهديدها بتنظيم إضراب عن العمل، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن المعروض ورفع الأسعار لتنتهي عند التسوية ول أمس الخميس عند 136.74 دولارا• ومن شأن حدوث إضراب جديد في نيجيريا أن يخفض بدرجة أكبر إنتاج نيجيريا المعطل خمس طاقتها الإنتاجية منذ أوائل العام 2006 عندما بدأ متمردون في منطقة دلتا النيجر حملة من أعمال التخريب تستهدف المنشآت النفطية• والنفط النيجيري من النوع عالي الجودة الذي يكثر عليه الطلب من طرف معامل التكرير•• وكانت مؤسسة الاستشارات المالية الأمريكية "ميريل لينش" أكدت في آخر تقرير لها أن الأسواق النفطية لا تعاني نقصا في كمية النفط الخام الثقيل في السوق "لكن المشكلة تكمن في أن المصافي هي بكل بساطة غير قادرة على الربح من تحويل النفط الخام الثقيل الحمضي إلى وقود للطائرات وديزل"• وهي المواد المكررة التي يكثر عليها الطلب وهو ما يفسر تأثر الأسواق بأي نبإ سيء عن تعطل الإنتاج لدى مصادر النفط الخفيف كما هو الحال بالنسبة لنيجيريا• ولولا هذا العامل الطارئ لكانت أسعار النفط تتجه نزوليا إلى مزيد من الانحدار في سياق تحسن الدولار خلال الأسبوع ولاسيما أول أمس الخميس ولكن أيضا بسبب أنباء أن جهات رقابية أمريكية تسعى للتوصل الى اتفاق مع نظيراتها في بريطانيا لفرض قيود على عقود الخام الأمريكي المتداولة في بورصة انتركونتننتال الأوروبية للعقود الآجلة•