عبر رئيس الحكومة "عبد العزيز بلخادم" في حوار لجريدة "لومند"، أمس، عن رأيه في مسألة تعديل الدستور وقال: "حسب رأيي سيكون هناك تعديل دستوري" واعتبر الموضوع مرتبط ب "مسألة الوقت فقط"• واعتبر "بلخادم" في نفس "القيد المتمثل في العهدتين الرئاسيتين غير ديمقراطي" وأن "الرئيس "بوتفليقة" هو من يعاني الإقصاء في الظرف الحالي" كون الشعب في نظره هو من يفصل في تجديد الثقة في رئيس الجمهورية لعهدة ثالثة• ونفى أن يكون "بوتفليقة" بصدد المطالبة بعهدة أبدية، قائلا: "نحن مع انتخابات دون إقصاء"• كما عبر رئيس الحكومة عن رفض حزبه لفكرة تمديد الفترة الرئاسية إلى سبع سنوات قائلا: "إما أن نسمح بعهدة ثالثة كاملة وغير منقوصة وإما لا نسمح بذلك• وإذا عدلنا الدستور لماذا الاكتفاء بتمديد الفترة الرئاسية بسنتين"• وعن مسألة تمرير التعديل الدستوري عن طريق الاستفتاء أو الغرفتين البرلمانيتين، قال "بلخادم" أن "العهدة الرئاسية الثالثة لا تمس بتوازن السلطات وبالتالي يكفي التعديل الدستوري عبر الغرفتين البرلمانيتين"• وواضح من خلال اختيار "بلخادم" لصيغة "رأيي الشخصي" أنه يريد تفادي الحديث بالصفة الرسمية في موضوع التعديل الدستوري ومستقبل "بوتفليقة" في رئاسة الجمهورية حتى لا تتعرض تصريحاته للتكذيب في الواقع مثلما فعله في العديد المناسبات وبخصوص نفس الموضوع• إذ سبق ل "بلخادم" أن أعلن منذ سنوات وفي مناسبات عديدة عن قرب موعد التعديل الدستوري، لكن لم تعد تفصلنا اليوم سوى تسعة أشهر عن موعد رئاسيات 2009 دون أن يتم التعديل الدستوري• كما تأتي تصريحات رئيس الحكومة، ساعات فقط بعد تلك التي أدلى بها رئيس المجلس الشعبي الوطني "عبد العزيز زياري" ليومية "لاتريبين" حيث قال بدوره أن التعديل الدستوري "لن يتأخر طويلا وستعرف المسألة إنفراجا في الأسابيع القليلة القادمة"• وتطرح تصريحات هذين الرجلين المنتميين لنفس التشكيلة السياسية، أي حزب جبهة التحرير الوطني إستفهامات أكثر مما تحمل توضيحات بشأن التعديل الدستوري• فالدستور يمنح صلاحية تعديل الدستور للرئيس "بوتفليقة" وحده وهذا الأخير أعلن عن مشروع في هذا الاتجاه سنة 2006 على أن يتوجه إلى الشعب قصد استفتائه في ذلك قبل نهاية 2006 كذلك• فما الذي يجعل "بوتفليقة" يتأخر عن تعديل الدستور؟ وفي انتظار أن يتضح مصير التعديل الدستوري، فإن "بلخادم" لا يستبعد حضور الرئيس "بوتفليقة" في قمة الاتحاد من أجل المتوسط في باريس يوم 13 جويلية، لكنه لا يؤكد حضوره كذلك• وقال لصحيفة "لوموند": "لقد عودنا "بوتفليقة" أن يكون حاضرا؛ حيث يكون من الضروري أن تمثل الجزائر على أعلى المستويات"• ودعا "بلخادم" الفرنسيين إلى "تسهيلات أكثر في مجال تنقل الأشخاص واستثمارات أكثر في الجزائر ومساعدة تقنية أكثر••• إذا أردنا الوصول إلى شراكة استثنائية بين بلدينا"• أما بخصوص قضية الصحراء الغربية فانتقد رئيس الحكومة ضمنيا موقف السلطات الفرنسية، حين اعتبر أن بلد حقوق الإنسان لا يمكنه أن يدير ظهره لحق الشعوب في تقرير المصير وأكثر من ذلك للشرعية الدولية"•