دعا المشاركون في الندوة الإفريقية للبحث في الصحة في يومها الثاني الى ضرورة تشجيع المختصين في القطاع الصحي للحد من ظاهرة هجرة الادمغة التي تعاني منها معظم دول القارة السمراء، مما يستوجب إرادة سياسية قوية وميزانية ضخمة لتشجيع البحث العلمي في هذا القطاع• أكدت الدكتورة "سارة بنات"، خبيرة في سياسة البحث في الصحة في الكلمة التي ألقتها أمس أن الدول الافريقية تعاني من عجز كبير في مجال تمويل قطاع الصحة، بحيث أن الميزانية المخصصة له غير كافية، بالرغم من أنها تطورت ب 25 بالمائة مقارنة بما كانت عليه من قبل، إلا أن ذلك غير كاف مقارنة بالتطور الهائل الحاصل في دول الشمال، التي تخصص 675 ألف دولار للقطاع، في مقابل ذلك تخصص له الدول النامية ما قيمته 23 ألف و500 دولار فقط• ومن جهة أخرى، دعت ذات المتحدثة إلى ضرورة توفير الإمكانيات المادية والتكنولوجية للمختصين من أجل تشجيعهم على البحث العلمي والبقاء في أوطانهم، خاصة وأن معظم الدول الافريقية تعاني من هجرة الادمغة الى الدول المتطورة، التي أرجعها المشاركون الى ضعف الأجر الذي يتقاضونه وكذا افتقارها الى التكنولوجيا الحديثة، ناهيك عن غياب التكوين الذي يبعث على تطوير القدرات المهنية• وفي ذات السياق، أكد المشاركون أن دعم المنظمات الصحية العالمية للدول النامية التي تقدم لها مساعدات تتراوح ما بين 25 و50 بالمئة تفرض عليها مجال البحث الامر الذي يجعلها مقيدة بما تمليه عليها الدول المانحة• وعليه، دعا المشاركون الى ضرورة اعتماد خطة إفريقية لدعم وتطوير البحث في مجال الصحة بالقارة الإفريقية وبحث سبل وطرق امتلاك تكنولوجيا البحث والسيطرة عليها، إلى جانب صياغة سياسة إفريقية لتدريب الكفاءات البشرية ذات المستوى العالي، فضلا عن إيجاد آليات جديدة لبناء تعاون شامل في مجال تطوير البحث الصحي على المستوى الإفريقي ومع بعض الدول الأوروبية المتطورة وكذا مع المعاهد الدولية المختصة في هذا المجال• من جهته، أعرب عميد كلية الطب في الجزائر، الدكتور "عربة"، عن ارتياحه لتنظيم مثل هذه الندوات، خاصة وأنها تتطرق الى موضوع أخلاقيات المهنة التي تخللتها 23 مداخلة لأهل الاختصاص وهو الأمر الذي لم يكن ينتظره، مضيفا أنه لابد من تكوين الأطباء في مجال أخلاقيات المهنة• كما أوضح في تدخله أول أمس أنه لابد من مراعاة القوانين والقواعد التي تنظم هذه المهنة، مطالبا المنظمة العالمية للصحة بأخذ الأمر بجدية وإرساء القوانين المتعلقة بأخلاقيات المهنة في الدول الإفريقية التي تفتقر إليها• للإشارة، فإنه يشارك في الندوة الافريقية للبحث في الصحة أكثر من 40 وزير صحة إفريقي فضلا عن حوالي 500 خبير ومختص من الجزائر ومن مختلف الدول الإفريقية، إلى جانب ممثلي مختلف الهيئات الإقليمية والدولية ذات الصلة، وسيعقد الوزراء الأفارقة يوم الخميس لقاء بممثلي المنظمة العالمية للصحة ومختلف معاهد البحث المختصة بغرض تبادل الأفكار والتجارب، في انتظار انعقاد ندوة مماثلة لندوة الجزائر شهر نوفمبر المقبل بالعاصمة المالية باماكو•