كرم المهرجان الوطني لموسيقى الحوزي الذي يحتضنه الصهريج الكبير بمدينة تلمسان فقيد الأغنية الأندلسية الشيخ أحمد مالطي الذي غادر الحياة في 14 من الشهر الماضي عن عمر يناهز 64 سنة• وشاركت في هذا الحفل التكريمي ثلاثة أجواق موسيقية وهي جمعية الموحدية لمدينة ندرومة وجمعية مصطفى بلخوجة لمدينة وهران وجمعية بن زمرة لمدينة تلمسان تحت قيادة الأستاذ الموسيقي توفيق بن غبريت أحد أعضاء لجنة التحكيم بالمهرجان• وأمتعت الفرق الجمهور الحاضر ببعض الفواصل الموسيقية الحوزية والاستخبارات التي كان يفضلها المرحوم في مشواره الفني بالإضافة إلى بعض المدائح الدينية، علاوة على عرض صورة الفقيد الكبيرة بالمنصة وهو يداعب العود• وقال محمد حامدي المدير الفني للمهرجان كلمة تطرق فيها للمشوار الفني للشيخ مالطي والإنجازات التي قام بها بمساعدة بعض عشاق فن الحوزي لحماية هذا الطرب الأصيل من التشويه والضياع• وأكد أن محمد مالطي ترك بصماته في الفن الموسيقي الأندلسي والأنواع المستمدة منه كالحوزي والعروبي والمديح الديني وخطا خطوات الأسلاف في الحفاظ على الأصالة والأسلوب المتميز الخالي من التعقيدات النغمية• للتذكير فإن أحمد مالطي الذي ولد بتلمسان سنة 1944، كان منذ طفولته تواقا إلى الفن والموسيقى فحاول مداعبة بعض الآلات الموسيقية التقليدية والتقرب من كبار شيوخ الأندلسي والحوزي ليأخذ عنهم أصول الضرب وقواعده إلى أن استوى عوده وسلمت له في سنة 1964 عن جدارة واستحقاق رئاسة جوق "الحاج محمد بوعلي" الذي كان أستاذه في الميدان• وفي سنة 1966 انتقل الشاب مالطي رفقة أستاذه المذكور إلى جمعية "لإسلام" ليستكمل بها تكوينه الفني والمعرفي حتى سنة 1977 حين أسس رفقة مجموعة من رفقائه جوق "رياض الأندلس" ليصبح رئيسه دون منازع إلى غاية وفاته محققا بذلك عدة تتويجات وألقاب في المحافل الفنية الوطنية والدولية•