إنتهى المؤتمر الثالث للتجمع الوطني الديمقراطي مثلما كان منتظرا بانتخاب الأمين العام أحمد أويحيى لعهدة جديدة على رأس الحزب، في انتظار الإعلان عن تشكيلة المكتب الوطني المقررة نهاية شهر جويلية المقبل، حيث يجري الحديث عن رغبة أويحيى في تجديد الثقة في غالبية أعضاء مكتبه السابق• وعرفت مجريات المؤتمر المصادقة على توسيع عدد أعضاء المجلس الوطني بموجب التعديل الذي طرأ على القانون الأساسي وبالتالي ارتفع من 292 عضوا خلال المؤتمر السابق الى 307 أعضاء خلال هذا المؤتمر، بينهم 64 امرأة، حيث ينص التعديل على أنه يضاف عضو واحد لكل ولاية يقل عدد مقاعدها عن ستة في المجلس، إضافة الى مقعد لامرأة مناضلة، كما رفع التعديل الذي مس القانون الأساسي للحزب عدد الأعضاء الذين يختارهم الامين العام من 10 الى 15 عضوا• وأثارت "كوطة" الأمين العام انتباه جميع المؤتمرين، حيث حاول أويحيى من خلالها إنقاذ ما يمكن إنقاذه وحفظ ماء الوجه لبعض الإطارات، لكن لم يتمكن من إرضاء القياديين الذين وجدوا أنفسهم خارج السباق• وتأكد أن هناك العديد من القياديين الذين تم رفضهم على مستوى القاعدة، حيث كادوا ألا يحضروا المؤتمر الثالث لولا العضوية السابقة للمجلس الوطني، حيث رفض مندوبو ولاياتهم إدراج هؤلاء ضمن أسماء قوائم المجلس الوطني للولايات التي ينتمون إليها على غرار الوزير السابق للعلاقات مع البرلمان محمد العيشوبي، الوزير السابق للعمل حسان العسكري، المدير العام للإذاعة الوطنية عز الدين ميهوبي، الأمين العام لمنظمة أبناء المجاهدين خالفة مبارك، عضوا مجلس الأمة زهية بن عروس ومحمد خوجة، رئيسة الجمعية الوطنية لضحايا الإرهاب فاطمة الزهراء فليسي، رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف، حيث يقول المؤتمرون أنهم " قاموا باختيار المناضلين والقياديين والإطارات التي بقيت وفية للقاعدة وحاولت مساعدة مناضليها بمد يد العون ولم تقطع روابطها مع القاعدة عندما التحقت بمناصب المسؤولية"• فاضطر الأمين العام للتدخل لإدراج عدة أسماء من بين هؤلاء ضمن "كوطته " في محاولة لرد الاعتبار لهؤلاء "المغضوب عليهم " على مستوى القاعدة إلا أن بعضهم حاول الوصول إلى الأمين العام والاستنجاد به لكن باءت جميع مساعيهم بالفشل• وتمكن حسان العسكري، عز الدين ميهوبي، خالفة مبارك، فاطمة الزهراء فليسي ومصطفى بيراف من إثارة انتباه الأمين العام الذي أدرجهم ضمن قائمة " كوطته"، في حين خرج أعضاء مجلس الأمة زهية بن عروس ومحمد خوجة ومحمد العيشوبي يجرون أذيال الخيبة بعد خروجهم من تشكيلة المجلس الوطني• ويبقى الرهان المقبل هي تشكيلة المكتب الوطني الذي يبدو أن الأمين العام - مثلما أسر لأحد القياديين - أنه " يرغب في الاستقرار والاستمرارية وبالتالي سيعيد الاعتبار لغالبية تشكيلة مكتبه السابق" وهو الأمر الذي أصبح أكيدا من خلال حرصه على أن يكون جميعهم ضمن قائمة المجلس الوطني•