أعلنت الشرطة الباكستانية أن القوات الأمنية في البلاد بدأت هجوما عسكريا يستهدف مسلحي حركة طالبان في منطقة خيبر القبلية المجاورة للحدود مع أفغانستان، وكان الميجر جنرال أطهر عباس، المتحدث باسم الجيش الباكستاني، قد أعلن أمس عن اكتمال الاستعدادات لشن عملية عسكرية ضد مسلحي طالبان الذين يهددون بيشاور، وهي المدينة الرئيسية في الإقليم المتفجر الواقع شمال غربي البلاد، وقال عباس أن الهجوم يستهدف المسلحين الذين يتمركزن في ممر خيبر المحازي لمدينة بيشاور، والذي يُعد أيضا معبرا حيويا يُستخدم لإيصال الدعم والمسلتزمات للجيش الأمريكي في أفغانستان المجاورة• وقال أحد المسؤولين المحليين لوكالة الأسوشييتد برس للأنباء أن حظر التجول فُرض على مدار الساعة في منطقة بارا المتاخمة لبيشاور وأنه تم نشر كتائب القوات في المنطقة وقُطع الطريق المؤدي إلى ممر خيبر، وأضاف المسؤول قائلا: "لقد تم إغلاق كافة الأسواق وطُلب من السكان عدم مغادرة منازلهم•" وجاء الإعلان عن بدء الهجوم في أعقاب الزيارة التي قام بها صباح أمس لمدينة بيشاور رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني الذي أكد أن لا علاقة البتة لجولته بالهجوم العسكري الراهن الذي يشنه الجيش على مسلحي طالبان في المنطقة• وقال مسؤول محلي آخر بارز أن الجيش كان قد أعد خطط طوارئ من أجل حماية عاصمة الإقليم من خطر المسلحين الذين قد يشنون هجمات انتقامية على بيشاور التي يقطنها أكثر من مليون نسمة• وفي إشارة إلى المقاومة المتوقعة للهجوم العسكري الباكستاني، قالت منظمة "الصوت والفضيلة"، وهي جماعة مرتبطة بطالبان، إن من شأن العملية العسكرية في المنطقة أن تؤدي فقط إلى خلق المزيد من المشاكل• وقال منصف خان، المتحدث باسم الجماعة المذكورة إذا كانت الحكومة تفكر في أي قضية تود معالجتها، فيتعين عليها أن تحلها عن طريق المحادثات وليس عن طريق اللجوء إلى القوة، ونحن مستعدون للتحدث مع الحكومة، ويأتي هجوم الجيش الباكستاني بعد يومين فقط من تحذير الولاياتالمتحدة من احتمال لجوء حركة طالبان إلى تصعيد هجماتها خلال عام 2008• تمثل هجمات مسلحي طالبان على الحدود الباكستانية حوالي 12 بالمائة من إجمالي هجماتهم علي شرقي أفغانستان وقال الميجر جنرال جفري شلوزر، القائد العسكري الإقليمي الأمريكي في أفغانستان، أن هجمات متمردي طالبان في شرق أفغانستان قد ازدادت بنسبة 40 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي•