أعلن وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل أن الشركة الوطنية للمحروقات '' سوناطراك '' لا تريد الدخول في عقود طويلة الأجل لتصدير الغاز بسبب صعوبة إعادة التفاوض بشأن السعر، مشيرا إلى أن الشركة لا تملك سببا يدعوها لذلك، لأن عدد من وحدات إنتاجها قد اهتلكت فعلا، كما أن العقود قصيرة الأجل ستوفر المرونة التي تعبّر عن السعر الحقيقي في السوق. ولتوضيح موقفه، أكد وزير الطاقة والمناجم أمس خلال مشاركته في المؤتمر ال 19 للبترول والغاز بمدريد. أنه من الصعب جدا التوصل إلى اتفاق لإعادة التفاوض بشأن سعر الغاز بموجب عقود طويلة الأجل، ففي إطار هذه العقود يحدد السعر المستقبلي للغاز، وبالتالي لن تكون في هذا المجال فرصة لإعادة النظر في بعض المواعيد النهائية. فقد اتخذت الجزائر هذا الإجراء من أجل مواجهة التقلبات التي تعرفها أسعار الطاقة عالميا، خاصة وأنها تعد من المنتجين الرئيسيين للغاز في العالم، وقد تفاوضت في عديد من العقود طويلة الأجل في وقت كانت فيه الأسعار أقل بكثير مما هي عليه حاليا. وذكّر شكيب خليل أن اهتلاك وحدات إنتاج الغاز الطبيعي المسال أنابيب الغاز سيؤدي إلى خلق مرونة لاختيار طريقة البيع بعقود قصيرة أو طويلة الأمد، كما أن وقوعها على اختيار العقود الطويلة الأجل سابقا لتكون قادرة على الحصول على قروض من البنوك لتأمين إيرادات مستقرة من عملية التصدير، إلاّ أنه في الوقت الحالي أصبحت تملك موارد تمويلية ذاتية. وبخصوص مواجهة الدول الغربية للارتفاعات المتواصلة لأسعار النفط، أفاد رئيس الأوبك أن ارتفاع أسعارها لمستويات قياسية ساعد في تعزيز إيرادات الحكومات الغربية من الضرائب، وأن تلك الأموال يمكن استخدامها للمساهمة في تخفيف معاناتهم، وأوضح خليل أول أمس في تصرح للصحفيين أن الضرائب على المنتجات البترولية تبلغ 80 بالمئة، ففي مقابل كل دولار للأوبك تحصل الدول الغربية على أربعة دولارات، يمكن تحويلها إلى القطاعات الأكثر معاناة. من جهة أخرى، خليل استمرار تقلبات أسعار النفط والغموض الذي يكتنفها، فالاحتمالات بالنسبة لأسعار النفط غير مؤكدة وتتسم بالتقلب الشديد، كما يتوقع أن ترتفع طاقة إنتاج النفط الخام بمنظمة أوبك بمقدار أربعة ملايين برميل في السنوات الأربع المقبلة، رغم أن العالم يملك احتياطيات تكفي لعشرات السنين من النفط فإن مصدر القلق الأساسي يتعلق بنقلها إلى الأسواق. يشار إلى أن متوسط أسعار سلة خامات الأوبك القياسية ارتفع أول أمس إلى 03ر136 دولار للبرميل من 31ر135 دولار يوم الجمعة الماضي، وهذا حسبما أفادت منظمة الأوبك.