قال الأستاذ عبد القادر نور إن هذه المحاضرة تهدف إلى تبيان الدور الكبير الذي قامت به جمعية العلماء المسلمين وعلى رأسها العلامة البشير الإبراهيمي في التعريف بالقضية الجزائرية في الخارج خاصة في الدول العربية مثل مصر، حيث أن المثقفين والسياسيين العرب كانوا يجهلون وجود دولة عربية اسمها الجزائر، فكان على المثقفين الجزائريين تنبيه العالم ككل إلى الوجود الجزائري وإعطاء انطباع جديد على عراقة الدولة الجزائرية ودحض مزاعم الاستعمار في أن الجزائر جزء من فرنسا• كما كان له دور في الداخل بتحضير الشعب الجزائري في الداخل لاحتضان الثورة والعمل على إنجاحها• كما أضاف المتحدث أن الإبراهيمي أول من دعا إلى تأسيس جبهة تضم كل الزعماء السياسيين والثوريين الجزائريين والتي عرفت فيما بعد بجبهة التحرير الوطني• كما ساند أعضاء الوفد الخارجي في تكوين قاعدة من الجزائريين في الخارج وذلك بفضل الاتصالات التي كان يجريها الشيخ في زياراته للدول العربية والتي تمكن من خلالها من كسب ثقة الطلبة الجزائريين في الخارج من خلال تشجيعهم على الانضمام إلى مختلف الجمعيات والنوادي الصحافية للتعريف بشرعية القضية الجزائرية وكسب تأييد شعبي وحكومي في مختلف الدول العربية والعالمية التي التفت حول القضية الجزائرية، مشيرا في نفس السياق إلى أن الابراهيمي كان من بين اكبر المؤيدين للثورة، حيث أنه أصدر بيانا في ذلك مع بداية اندلاع الثورة تلتها بيانات أخرى من مكتب الجمعية في القاهرة التي رصدت الأحداث التي عرفتها الثورة وأخرى لحث الجزائريين على المشاركة فيها ودعوته إلى الاستشهاد في سبيل ذلك• في مداخلته ركز الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس المجلس الاسلامي الأعلى على دور البشير الابراهيمي في تحرير العقول كبداية لتحرير الأوطان، حيث أنه اشتغل على توعية الجزائريين الى أن الثورة خير سبيل لاسترجاع السيادة مستشهدا في ذلك بكلمة الشيخ المشهورة "محال أن يتحرر بدن يحمل عقلا عبدا"، مؤكدا على أن الثورة لم تكن لتنتصر لولا تمهيد الشعب الجزائري لها لاحتضانها• كما أشار الشيخ شيبان إلى دور المسلمين والإسلام في حركات التحرر وتأسف إلى الإقصاء الذي يتعرضون له بعد الوصول إلى تحقيق الانتصار لذا تمنى الشيخ شيبان أن يتم الاعتراف بدور الإسلام والمسلمين في التحرير والبناء• أما الأستاذ محمد الأخضر عبد القادر السائحي فقد طلب من كل من عرفوا الشيخ الابراهيمي وعايشوه أن يقوموا بتدوينها في مؤلفات ليتمكن كل الجزائريين من التعرف عن قرب على هذه الشخصية من مختلف الجوانب الفكرية والثورية والإنسانية، إضافة إلى التعرض الى الدور الكبير الذي قام به قبل الثورة وبعدها وتفنيد كل الادعاءات التي تقول إن البشير الابراهيمي لم يكن من أنصار الثورة•