شهدت العاصمة مقديشو ومناطق أخرى جنوب غرب الصومال مواجهات دامية اعتبرت الأعنف من نوعها خلال الأسابيع الماضية بين قوات المحاكم الإسلامية وحركة شباب المجاهدين من جهة، والقوات الحكومية والإثيوبية من جهة أخرى، فقد أفاد سكان محليون بمنطقة عيلبردي جنوب عن مواجهات دامية بالأسلحة الثقيلة والخفيفة أول أمس، فيما ذكر الناطق باسم قوات المحاكم شيخ عبد الرحيم عيسى أن عناصر من المحاكم وشباب المجاهدين نصبوا كمينا لقوات إثيوبية وصومالية.وأوضح عيسى أن تلك القوات كانت تحرس شاحنات عسكرية على متنها جنود صوماليون أكملوا تدريباتهم في معسكرات بإثيوبيا، وعادوا إلى البلاد متجهين إلى مدينة بيداوا حيث مقر البرلمان الصومالي، وأكد الناطق في اتصال هاتفي مقتل أكثر من مائة من "قوات الاستعمار وعملائهم" في إشارة إلى القوات الإثيوبية والحكومية، وتدمير ثلاث شاحنات عسكرية إثيوبية على متنها عدد كبير من الجنود الصوماليين، وفي تطور آخر شنت قوات المحاكم هجوما استمر نحو ساعتين على مواقع عسكرية حكومية وإثيوبية في أحياء تربونكا ودقفير جنوب مقديشو حيث سمع دوي أصوات أسلحة ثقيلة وخفيفة في الأنحاء الجنوبية للعاصمة.وأفاد شهود عيان بأن قوات المحاكم تمكنت من السيطرة على حاجز حكومي هام في حي تربونكا مما أدى لتدخل قوات إثيوبية في مبنى مستشفى دقفير القريب لمساعدة الحكومية التي واجهت صعوبات في وقف تحركات المهاجمين نحو فنادق بالمنطقة يقطن فيها مسؤولون حكوميون.وتبنت المحاكم الإسلامية الهجوم على لسان الناطق الرسمي في اتصال للجزيرة نت، والذي ذكر أن القتال يدور مع "القوات الغازية" في مبنى المستشفى.وتعهد عيسى بمواصلة الهجمات لإجبار الإثيوبيين على الرحيل، وانتقد المنظمات الإنسانية التي لا تشير لتجاوزات هؤلاء بحق المدنيين رغم أن القانون الدولي والإنساني يعاقب عليها، بينما تقوم بتضخيم "العمليات الجهادية" التي يراد منها إخراج المحتل من الصومال، وفي حادث منفصل هاجم مسلحون مجهولون منزلا لأحد أفراد قوات الحكومة في حي بيرمودا جنوب مقديشو مما أسفر عن مقتل أحد العناصر وإصابة اثنين بجروح. ووصلت قوة من الحرس الرئاسي إلى موقع الهجوم ونقلت القتلى والجرحى، حسب ما ذكر شهود عيان. من جهة أخرى، ذكر شهود في الأحياء القريبة من مصنع للشعيرية حولته الإثيوبية لمعسكر لقواتها شمال مقديشو أن أصوات انفجارات شديدة سمعت بمحيط المصنع أعقبتها اشتباكات مسلحة.وقال قائد ميداني من شباب المجاهدين رفض الكشف عن اسمه أن الحركة هاجمت المصنع بصواريخ آر بي جي، واندلع قتال عنيف استمر نصف ساعة مع الإثيوبية، وأشار لسقوط عدد من الصواريخ المحمولة على الأكتاف سقطت بأماكن حيوية داخل المصنع.