تعتزم قيادة حزب جبهة التحرير الوطني استغلال فترة الصيف لامتصاص غضب القواعد النضالية التي أبدت تململها من تأخر انعقاد الجمعيات العامة للقسمات والمحافظات، وكذا تأخير انعقاد المجلس الوطني إلى آجال غير محددة. ومن المزمع أن تواصل قيادة الحزب العتيد تحت إشراف أمينها العام، عبد العزيز بلخادم، عقد لقاءات مع المناضلين على مستوى المحافظات والقسمات خلال الأيام القادمة، وسيتم تخصيصها للإصغاء لانشغالات هؤلاء المناضلين، الذين أضحوا يشعرون بالشرخ الذي يفصلهم عن القيادة. وقد ظهرت جليا حالة التململ على مستوى جبهة التحرير الوطني بعد تنحية أمينه العام، عبد العزيز بلخادم، من رئاسة الحكومة، الأمر الذي فسره كثيرون من مناضلي الأفالان بأنها حجر عثرة، جعلت الحزب العتيد يتقهقر بخطوات عدة إلى الخلف، مقارنة بالتقدم الذي أحرزه غريمه في التحالف الرئاسي، التجمع الوطني الديمقراطي، بزعامة أحمد أويحيى. وتسعى قيادة الأفالان لاستغلال الجامعة الصيفية للحزب التي ستنعقد مابين 23 و25 أوت القادم بولاية البليدة، للم شمل قاعدتها النضالية، من خلال توجيه دعوات إلى مختلف الحساسيات التي يضمها الحزب، من بينها الموالين لعباس ميخاليف، الذي يقود حركة الغاضبين على القيادة. ومقابل ذلك، تصر قيادة الأفالان، من خلال عضو هيئتها التنفيذية، صالح قوجيل، على اعتبار حالة التململ التي تعيشها تشكيلته، بأنها أمر جد عادي وينم عن الجو الديمقراطي الذي يسود الحزب العتيد، قائلا في اتصال معه أمس :"الكل له الحق في قول ما يشاء، طالما أن كل ذلك لن يؤثر على الحزب". وفي تقدير قوجيل، فإن السياسة تقتضي اختلاف وجهات النظر، وفي أن يعبر كل طرف عما يؤمن به من أفكار وقناعات. وفي السياق ذاته، تستعد الخلية المركزية للمتابعة، التي تضم معارضي القيادة الحالية للأفالان، لعقد لقاء منتصف الأسبوع الجاري، يضم الولايات الوسطى. ويعد اللقاء الثالث من نوعه بعد ذلك الذي ضم ولايات الشرق ثم الولاياتالغربية، وسيكون محوره الرئيسي تقييم مدى التزام عبد العزيز بلخادم بتنفيذ الوعود التي قدمها لأفراد خلية المتابعة، بما يسمح بلم شمل المناضلين، والقضاء بشكل نهائي على الضغائن والأحقاد التي خلفها إقصاء إطارات في الحزب من المشاركة في الاستحقاقات السابقة. ويعيب الغاضبون على القيادة تأخرها في عقد المجلس الوطني، متسائلين عن سبب ربطه بالمؤتمر الاستثنائي، بإعلان رئيس الجمهورية عن ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة. وفي تقديرهم، فإن المجلس كان من المفروض أن ينعقد قبل بضعة أشهر لمناقشة الأمور الداخلية للحزب العتيد، بما يمكنه من تجاوز حالة الوهن التي يمر بها.