قررت وزارة التضامن، تحسبا لشهر رمضان القادم، منح الإعانات المالية والمساعدات للعائلات المعوزة بعيدا عن عدسات الكاميرات والترويج الإعلامي، بحجة عدم خدش شعور تلك العائلات وكذا حفاظا على كرامتها. وبحسب مصدر من وزارة التضامن، فإنه تم الانتهاء من إعداد برنامج المساعدات تحسبا لشهر رمضان المقبل، لكنه رفض الكشف عن قيمتها، إلى حين المصادقة عليها من قبل مجلس الحكومة. وفي تقدير المصدر ذاته فإن تلك الإعانات ستمس الفئات الهشة من المجتمع، حيث رفضت وزارة التضامن لأول مرة أن يتم توزيع تلك الإعانات أمام وسائل الإعلام، تجنبا لاتهام وزارته بأنها تتاجر إعلاميا وتستغلها للترويج لما تقوم بأنشطة، تندرج في الواقع ضمن مهامها الرسمية. كما اتخذت وزارة التضامن تحسبا لهذا الموعد إجراء جديدا يتمثل في تخفيض عدد مطاعم الرحمة، التي سيتم تركيز تواجدها في المناطق التي تكثر فيها اليد العاملة الأجنبية، خصوصا في ورشات البناء. وفي المقابل سيتم لأول مرة إيصال وجبة الفطور إلى مساكن المعوزين دون إلزامهم بالتنقل إلى مطاعم الرحمة، بغرض عدم إحراجهم. كما يهدف الإجراء الذي اتخذه وزير التضامن هذا العام، إلى ترشيد الإعانات الموجهة للفئات الهشة، ذلك أن فتح مطاعم الرحمة أمام الجميع قد يحرف وجهة تلك المساعدات، ويحرم الفقراء والمساكين من الاستفادة منها. وبحسب مسؤولين في وزارة التضامن وهو ما أكده جمال ولد عباس على هامش الزيارة التي أداها أمس رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة لولاية البليدة، فإن البرنامج الذي سطرته وزارته تحسب للدخول الاجتماعي القادم وكذا شهر رمضان، موجود لدى مكتب رئيس الحكومة أحمد أويحيى، في انتظار التوقيع عليه. وتتمثل تلك المساعدات عادة في توزيع الأدوات المدرسية والألبسة على الأطفال المتمدرسين الذين يواجه أولياؤهم أوضاعا مالية صعبة، ويتم عادة إحصاؤهم على مستوى المؤسسات التعليمية. علما أن وزارة التضامن كانت تركز فيما سبق على تكثيف مطاعم الرحمة خلال رمضان، من خلال فتح العشرات منها على مستوى المدن والأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، لكنها عمدت هذه المرة إلى إيصال وجبة الفطور إلى المحتاجين، بغرض ترشيد تلك الإعانات وتوجيهها لمن يستحقها فعلا.