من غير شك أن الرئيس الأسبق، علي كافي، سيتأثر بالغ التأثر للعملية الإرهابية التي وقعت أمس بوادي زقار بعين كرشة، ولاية سكيكدة، خاصة وأن العملية حدثت بالقرب من النصب التذكاري لمعركة وقعت بقيادته في المنطقة، أين نصب علي كافي والمجاهدون الذين كانوا معه كمينا لقوات الاستعمار في شتاء 1958 استولوا من خلالها على كمية معتبرة من السلاح والذخيرة وأوقعوا قوات الاحتلال في فخ، إلى أن رمتهم الطائرات بمناشير تترجاهم من خلالها بإرجاع الأسلحة مقابل سلامتهم.. وكانت معركة من أهم المعارك في المنطقة بعد عملية 20 أوت 1955 بالشمال القسنطيني. لاشك أن الرئيس وهو يقرأ ما أوردته الصحف من أخبار سيئة على العملية الإرهابية سيتألم، وكيف لا والنصب التذكاري الذي خلد بطولته ومن معه، يُلطخ بدماء جزائريين في زمن الحرية والكرامة. وليس وحده الذي يتألم، فكلنا نتجرع يوميا مرارة ما آلت إليه الأوصاع، ونتألم مع كل عملية تستهدف أبرياء في جهات متفرقة من البلاد. هل جاءت عملية عين كرشة لتلغي بطولات الثورة المظفرة من الذاكرة الجماعية ولتغطي بجرمها على الاحتفالات بذكرى أحداث 20 أوت ؟ فالنصب التذكارية جعلت كشواهد على ما كابده الوطن والشعب تحت نير الاستعمار، ولنقف نحن أمامها في خشوع وإجلال، ممتنين لهؤلاء الذين ضحوا بشبابهم لنسعد نحن بلذة الحرية، لا لنتقاتل تحت أسوارها ونوجه أفواه البنادق إلى صدور بعضنا .. والهدف ؟ المصيبة أنه لم يعد هناك هدف تطمح لتحقيقه الجماعات الإرهابية التي لم تعد تجرؤ حتى على تبني جرائمها البشعة، حتى توقعها باسمها ما اصطلح على تسميته قاعدة الجهاد في بلاد المغرب. عفوا للمقارنة سيدي الرئيس، فلن يرقى الجبن للبطولات، ولن يتمكن هؤلاء من سرقة أمجاد تاريخنا.