يتعلق الأمر بالرعية "اورسلي برينوا" البالغ من العمر 36 سنة والذي فتح لنا قلبه ونحن نلتمس رغبته الكبيرة في قوله الكثير من التصريحات والمشاهد الحية عن حياته الخاصة، وهو الذي كان قد اعتنق الاسلام دين الاخوة والتسامح عن قناعة وايمان بمبادئه السمحاء ليختار اسم "حمزة". ولم يكن - حسبه - هذا الاختيار صدفة انما يعود الى تاثره العميق بفيلم "الرسالة" الذي يروي حقيقة ومسيرة نبي الامة "محمد" صلى الله عليه وسلم وهو يستجيب لأمر ربه من خلال نشر الدعوة الاسلامية، وكم كان جد متأثرا وهو يروي لنا تفاصيل حية عن هذا الفيلم التاريخي، كما قال إن "دخولي الى هذا الدين كان من منطلق تاثري ايضا بشخصية عم الرسول صلى الله عليه وسلم "حمزة" الذي قاد جمعا من المسلمين بفضل شجاعته الكبيرة في محاربة الظلم والطغيان ضد حشد كبير من الكفار". الجزائر.. وجهته لاعتناق الاسلام "بيرنوا اورسلي" متزوج من جزائرية رزق بفتاة سماها "صالحة" وعمرها 7 سنوات، اختيار هذه التسمية جاء امتثالا لما جاء في القرآن الكريم الذي يحث على تسمية الابناء بأسماء ترتاح لها النفوس، ولأن اسم صالح ورد في كتاب الله يضيف "تأثرت بالقرآن عندما كنت جنديا في الجيش البلجيكي، أياما بعد ذلك وقف عندي ملك يقول "ستعرف مستقبلا تغيرا جذريا وتكون اكثر راحة"، وكان هذا المشهد قد ولد في نفسي حالة من الخوف لكنه من جهة اخرى دفعني اكثر الى معرفة سر هذا الدين الذي يجر كل من يطلع عليه"، وهنا اشترى اول مصحف للقرآن رغم عدم معرفته للغة العربية ولم يخف هنا بعض المشاكل التي صادفته بمجرد معرفة بعض الاطراف قرار دخوله الى الدين الاسلامي وهو ما افقده منصب عمله، الامر الذي دفعه الى عدم البوح والتزام الكتمان مستقبلا، علما انه يمارس عدة وظائف في غالبيتها جزار منذ ان كان في 18 من عمره. ويضيف بأنه كان يذهب الى المسجد ب "بروكسال" عندما كان صغيرا بصعوبة وكان يشاهد حشودا من المسلمين يصلون ويعبدون الله فتأثر بهذا المشهد الرباني، وكم كان يحلم حينها ان يكون من بينهم ويرافقهم. ولأن احترام العقائد في بلاده محدود قرر اخذ وجهة الجزائر حيث غذى روحه اكثر وهو يستقبل بكل حفاوة واحترام ولم يبخل جل الذين تعرف عليهم في تلقينه كيفية اداء الصلاة بل علموه بكل حب واعتزاز. والاكثر من ذلك فقد سر وهو يسمع كلمة السلام عليكم تتفشى بين المسلمين الذين يعمرون بيوت الله، وكم كانت فرحته عارمة وهو يدخل المسجد خلال ايام الجمعة وهي مملوءة عن آخرها بالمصلين. وعززت الهندسة المعمارية التي شيدت بها هذه البنايات في نفسه الثقة والامان وحب الاطلاع على الثقافة الإسلامية ومعرفة كل ما يتعلق بالحضارة الاسلامية التي غرست جذورها في تاريخ البشرية. كما أضاف ان الجميل وهو يعتنق الدين الاسلامي هو "مراجعة نفسي رغم انني اعيش في بعض الحالات ضغوطا نفسية، لكن سرعان ما أتغلب عليها، كما أنني متشوق جدا لأجواء رمضان التي تصنعها العادات التقليدية لكل منطقة وتضامن العائلات فيما بينها" والتي اطلع عليها مؤخرا، وكذا مراحل أداء هذا الركن الهام في الاسلام، وهو ما يزرع في نفسه حالة من الشوق والتعجيل بقدومه ودعنه إلى ترك شرب الخمر منذ مدة. .. وعجوز في الثمانين من العمر تنتظر استكمال الإجراءات لإعلان إسلامها "أنا حاليا فخور بكوني مسلما اعيش مثل اخواني في الجزائر وانا مرتاح لهم جدا" يضيف " حمزة"، مشيرا إلى أنه يحرص على أداء فريضة الصلاة في أوقاتها وبصفة منتظمة دون غفلة عنها وهذا بالاحتكاك مع رفقائه المسلمين، حيث يقوم بالصلاة، ويتفرغ بعده إلى ممارسة وظائفه اليومية مثل باقي المسلمين. وكانت مديرية الشؤون الدينية والاوقاف لولاية تيزي وزوقد احصت 4 حالات اعتناق للإسلام منذ بداية سنة 2008 حسب ما صرح به ل "لفجر" الشيخ مهدي المسؤول على مصلحة اعتناق الاسلام من بينهم رجلان من جنسية فرنسية وآخر بلجيكي والحالة الأخيرة لرجل من كندا لم تكتمل بعد الاجراءات القانونية لظروف ادارية باعتبار ان هذا الشخص يريد الزواج من فتاة جزائرية في حين ارتفع العدد الاجمالي للذين دخلوا في الاسلام خلال الاربع السنوات الاخيرة الى 36 حالة من جنسيات مختلفة، منها الفرنسية البولونية الايطالية والبرتغالية. ومن بين العدد المذكور هناك خمس نساء يعملن موظفات في شركات أجنبية، علما أن مديرية الشؤون الدينية والاوقاف لولاية تيزي وزو استلمت منذ بداية السنة الجارية ل2008 ما يزيد عن خمس ملفات ينتظر الفصل فيها بينهم عجوز في الثمانين وفتاة لا تتعدى ال15 سنة، الى جانب اخرى غير مكتملة، من اصحابها من يتواجد في الخارج وآخرون لم يوفروا الوثائق الرسمية لقبول دخولهم في الاسلام وكذا تأخر الجهات الأمنية للولاية في مباشرتها عملية التحقيق حول هؤلاء خاصة بعد تفجير مقر الامن الحضري الاول أو مقر الاستعلامات العامة الكائن بوسط مدينة تيزي وزو كونه المشرف على هذه العملية.