مجموعة من رؤساء قبائل إفريقيا اجتمعت في بنغازي وقررت إطلاق إسم "ملك الملوك إفريقيا" على العقيد معمر القذافي، قائد الثورة في ليبيا ! وبالمقابل، عرب الجامعة العربية أو عرب أمريكا قالوا من بيروت أنهم بصدد متابعة القذافي في قضية اختفاء موسى الصدر من ليبيا ! ورئيس وزراء إيطاليا يعلن من ليبيا وبحضور القذافي عن الاعتراف بخطأ إيطاليا التاريخي لاستعمارها ليبيا .. وتقرر تعويض الشعب الليبي عن الأضرار المادية والمعنوية بما يقدر ب 5 مليارات دولار أمريكي ! وفي نفس الوقت تقرر ليبيا الصوم يوم الأحد خلافا لما تواصى عليه العرب من الصوم يوم الإثنين ! ما أريد قوله من سرد هذه الوقائع هو أن ليبيا دائما تبحث عن صناعة الحدث.. حتى ولو كان هذا الحدث مضادا للطبيعة ! ولا أخفيكم أن أحد المسؤولين المهمين في الجزائر هتف لي كي يقول لي : أين أنتم ؟! لماذا لا تكتبون عن هذا الإنجاز الذي حققه القذافي؟! ولماذا تستجيب لمطالب ليبيا ولا تستجيب فرنسا لمطالب الجزائر؟! والجواب واضح ..لأن ليبيا استعمرتها إيطاليا أما الجزائر فهي التي استعمرت فرنسا ! ولذلك عندما رحل المواطنون الفرنسيون الذين أقاموا في الجزائر 130 سنة ذهبوا لاستعمار فرنسا ولذلك وجب الحال أن تعوض الجزائرلفرنسا على استعمارها من طرف هؤلاء الكولون الذين رحلوا عن الجزائر! في الثمانينيات بدلت ليبيا الشقيقة اسمها فحولت الجمهورية إلى جماهيرية ... وأضافت كلمة العظمى للإسم الرسمي للدولة ! وكان الإسم طويلا بعض الشيء .. واضطر أحد سفراء الجزائر الكسلة إلى عدم ذكر "العظمى" في إسم ليبيا عن كسل وليس عن قناعة ونبهه الأخوة في ليبيا بأن الإسم الرسمي للدولة الليبية هي "العظمى" ولا ينبغي عدم نطقه .. فأجابهم بتهكم واستعلاء "الجزائر لا تقبل على حدودها دولة عظمى"! واليوم لاشك أن هذا السفير عندما يقارن ما فعلته ليبيا مع إيطاليا بخصوص الاستعمار وما تفعله فرنسا مع الجزائر بخصوص نفس الموضوع، لاشك أن هذا السفير يخجل من نفسه حين تهكم على ليبيا العظمى؟!