دعت كاتبة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية كوندوليزا رايس إلى توسيع وتنويع التعاون الاقتصادي بين الجزائر وواشنطن واصفة العلاقات بين البلدين بالوطيدة،وبعد أن أبدت تأثرها بفقدان ضحايا خلال الهجمات الإرهابية الأخيرة بالجزائر، أثنت رايس على سياسة بوتفليقة واصفة إياه ب "رجل الدولة الكبير وحكيم المنطقة". سهام مسيعد أنهت كاتبة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية، مساء أول أمس، زيارتها المقتضبة إلى الجزائر في إطار الجولة المغاربية التي باشرتها الجمعة الفارط، وعلى الرغم من أن الزيارة دامت عدة ساعات فقط إلا أنها كانت كافية لأن تثير كوندوليزا مع الرئيس بوتفليقة عدة قضايا محورية في العلاقة بين البلدين، وفي تصريح صحفي لها عقب اللقاء الذي جمعها برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والذي دام قرابة الساعتين بحضور كل من مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية وعبد اللطيف رحال المستشار الدبلوماسي لرئيس الجمهورية ولمين خربي سفير الجزائربالولاياتالمتحدةالأمريكية وكذلك السفير الأمريكي بالجزائر دايفد بيرس، أبدت كاتبة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية ارتياحها للنقاش الذي دار خلال اللقاء واصفة إياه ب "الجو الممتاز"، مشيرة إلى أنه تم التأكيد مجددا على"علاقات الصداقة الوطيدة" القائمة بين الجزائروالولاياتالمتحدة وبين الشعبين. وكان ملف مكافحة الإرهاب على رأس أجندة لقاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مع رايس ويعد أن أعربت عن تأثرها العميق" لفقدان أرواح أبرياء في الجزائر جراء الاعتداءات الإرهابية الأخيرة، أوضحت رايس أن التعاون الوطيد بين الجزائر وواشنطن في مجال مكافحة الإرهاب كان محل نقاش خلال اللقاء. أما فيما يخص التعاون الاقتصادي، فقد وصفت رايس العلاقة بين الجزائر وواشنطن في هذا المجال بالممتازة مؤكدة أنها تطرقت مع بوتفليقة إلى مختلف الاتفاقيات الاقتصادية والعلمية التي تربط الجزائروالولاياتالمتحدة، داعية إلى توسيع وتنويع العلاقات الاقتصادية بين البلدين إضافة إلى الروابط التي تجمع بين الشعبين الجزائري والأمريكي، وفيما يخص التبادل العلمي، قالت رايس"لقد تابعت تكوينا جامعيا وأود أن أرى عددا أكبر من الطلبة الجزائريين في الولاياتالمتحدة". ومثل موضوع الصحراء الغربية جانبا من هذا اللقاء خاصة بعد الرسالة التي تلقتها رايس من الرئيس الصحراوي والتي يناشدها فيها التدخل لحل القضية الصحراوية، كما تطرق الطرفان أيضا خلال هذه المحادثات الى مسار السلام في الشرق الأوسط الذي تمت مباشرته في أنابوليس إضافة إلى الجهود المبذولة من أجل استرجاع الأمن في المنطقة- حسب ما أفادت به رايس- . واستغلت رايس الفرصة لتثني على السياسة التي ينتهجها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قائلة "لقد كانت لدي فرصة جيدة للاستفادة من حكمة الرئيس بوتفليقة الذي يعد رجل دولة كبير وحكيم المنطقة ليس فقط على مستوى المغرب العربي الذي يعرفه جيدا بل أبعد من ذلك بكثير". وعلى الرغم من أن الزيارة التي قامت بها رايس كانت مقتضبة، إلا أنها تجاوزت الوقت الذي كان محددا لها، حيث أقام الرئيس بوتفليقة مأدبة إفطار على شرفها، في وقت كان مقررا أن تعقد ندوة صحفية في تمام الساعة الرابعة مساءا قبيل مغادرتها بمطار هواري بومدين، إلا أنه تم تغيير وقت الندوة الصحفية إلى الساعة الثامنة مساءا، ليتفاجأ الصحفيون اللذين حضروا لتغطية الندوة بإلغائها بصفة نهائية. وخلال ساعات تواجد رايس بالجزائر شهدت شوارع العاصمة تعزيزات أمنية، حيث تم إحاطة مطار هواري بومدين بأعداد من عناصر الأمن كما أغلقت الطرق المؤدية إلى المطار، وتعتبر الجزائر ثالث محطة تزورها رايس خلال الجولة التي قامت بها إلى منطقة المغرب العربي نهاية الأسبوع الفارط، حيث زارت أيضا كلا من ليبيا، تونس والمغرب.