توجه أمس الرئيس التركي عبد الله غل إلى أرمينيا بناء على دعوة من نظيره الأرميني سيرج سركيسيان، في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس تركي إلى أرمينيا منذ استقلال الأخيرة عن الاتحاد السوفياتي عام 1991، وأجرى الزعيمان مباحثات حول العلاقات المقطوعة بين الجانبين قبل حضور غل مباراة في كرة القدم بين فريقي البلدين في إطار تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2010، وتوقعت مصادر إخبارية أن تنظم منظمات شعبية وحقوقية احتجاجات خلال الزيارة تذكر فيها بمجازر أودت خلال الحرب الكونية الأولى بحياة مليون ونصف مليون أرمني، تنفي أنقرة مسؤوليتها عنها. ويربط مراقبون قرار غل الاستجابة للدعوة الأرمينية التي وجهت في جويلية الماضي، برغبة أنقرة في لعب دور الوسيط الإقليمي بعد توترات أطلقها اجتياح روسيا لأراضي جورجيا بسبب احتلال الأخيرة أراضي أوسيتيا الجنوبية الراغبة بالانفصال عنها، وتعتبر أرمينيا الدولة الأخيرة من بين جيران تركيا التي لم تفلح الأخيرة في تحسين العلاقات معها بعد انتهاء الحرب الباردة، مع العلم أنها نجحت في ذلك مع اليونان وبلغاريا وسوريا. وفي حين اعتبر حزبا المعارضة الرئيسيين أن الزيارة لا تخدم مصالح البلاد العليا، برر الرئيس التركي قراره بالقيام بها بكونها "تسهم في إشاعة أجواء ودية في المنطقة"، ورأى محلل الشؤون الخارجية في صحيفة ميليت التركية سميح إيديز أن زيارة غل إلى أرمينيا ستسهم "ولو بصورة ضئيلة في تبديل أجواء انعدام الثقة بين البلدين. وفي المقابل رحب أفراد الجالية الأرمينية التي تعيش في تركيا ويصل عددها ستين ألفا بالزيارة. وقالت راكيل دينك وهي أرملة صحفي قتل على يد قومي تركي عام 2007، إن الزيارات المتبادلة بين البلدين ستسهم في أن يعرفا بعضهما بشكل أفضل، يُشار إلى أن تركيا أغلقت عام 1993حدودها البرية مع أرمينيا خلال الحرب بين الأخيرة وأذربيجان الدولة المسلمة التي كانت سابقا ضمن الاتحاد السوفياتي بسبب الخلاف على إقليم ناغورني كارباخ، وأوقعت الخطوة التركية أضرارا باقتصاد أرمينيا الصغيرة، ودعت يريفان أنقرة مرارا للتراجع عن الخطوة. ومعلوم أن تركيا كانت بين أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أرمينيا عن الاتحاد السوفياتي عام 1991، لكنها لم تقم علاقات دبلوماسية معها رغم وجود حدود برية طويلة بينهما.