عبر الرئيسان التركي عبد الله غل والأرمني سيرج سركيسيان في ختام زيارة تاريخية قام بها غل لأرمينيا عن رغبتها في إزالة العقبات التي تحول دون قيام علاقات طبيعية بين البلدين الجارين.وقال غل في مؤتمر صحفي إثر عودته لأنقرة بعد أن التقى نظيره الأرمني في بريفان وحضر مباراة بين فريقي البلدين بكرة القدم، "أعتقد أن زيارتي كانت مثمرة وتحمل الأمل للمستقبل". وكان الرئيس التركي -الذي بادر بأول زيارة لأرمينيا منذ استقلالها عن الاتحاد السوفياتي عام 1991 واجه مظاهرات معارضة لزيارته لدى وصوله السبت المطار في بريفان ولدى حضوره المباراة بين فريقي أرمينيا وتركيا، وشكل عدة مئات من المتظاهرين في هدوء سلسلة بشرية على مشارف المطار ورفعوا أعلاما أرمينية وأخرى حمراء تحمل شعار الحزب القومي، وكتب على لافتات رفعها المحتجون باللغات الأرمينية والتركية والإنجليزية "اعترفوا بالإبادة وافتحوا الحدود بلا شروط". ووسط إجراءات أمنية مشددة رافقت موكب غل، اصطف الآلاف من المحتجين على الزيارة على طول الطريق المؤدي إلى ملعب كرة القدم منوهين من خلال لافتاتهم بما أسموه مجازر الدولة العثمانية ضد الأرمن بين عامي 1915 و1917، وفي أنقرة اعتبر حزبا المعارضة الرئيسيان أن الزيارة لا تخدم مصالح البلاد العليا، ولكن غل برر قراره بأن الزيارة "تسهم في إشاعة أجواء ودية في المنطقة". يُشار إلى أن تركيا أغلقت عام 1993 حدودها البرية مع أرمينيا خلال الحرب بين الأخيرة وأذربيجان الدولة المسلمة التي كانت سابقا ضمن الاتحاد السوفياتي، بسبب الخلاف على إقليم ناغورني كاراباخ. وكانت أنقرة من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أرمينيا عن الاتحاد السوفياتي عام 1991، لكنها لم تقم علاقات دبلوماسية معها رغم وجود حدود برية طويلة بينهما.