بعض الشعوب الإسلامية تفطر في رمضان على حبات من التمر والماء ثم الشوربات والسَّلطات، وبعض أنواع الطعام الخفيفة، ثم يذهبون لصلاة المغرب في المسجد، ثم يتناولون بقية طعامهم بعد عودتهم، أو قبل صلاة العشاء،أو بعد صلاة العشاء، وهكذا.. إن شروع الصائم عند الإفطار في تناول بعض حبات التمر والماء ثم تناول السَّلطات والشوربات وبعض الأطعمة الخفيفة الأخرى هي فكرة رائعة صحياً، وتتماشى مع أحدث الدراسات التي توصي بتناول السَّلطات قبل الشروع في تناول الأنواع الرئيسية، مثل الرز واللحم والمقليات وغيرها. ماذا تقول الدراسة الحديثة؟ وجدت الدراسة الحديثة أن تناول السَّلطات قبل غيرها من أنواع الطعام يحافظ على الوزن ويجنب السمنة، لأن تناول السَّلطات يقلل من كمية السعرات الإجمالية للوجبة. فكمية السلطة التي تشغل حيزا في المعدة تقلل من تناول كمية مشابهة أخرى من الأطعمة الدسمة، أو الغنية بالسعرات الحرارية بنسبة 12%. السَّلطات خليط من الخضار غير المطبوخة، مثل الخيار والجزر والطماطم والخَس والبقدونس والكزبرة الخضراء والكرفس والملفوف والقرنبيط وأنواع أخرى لا تحصى. والسَّلطات قليلة السعرات الحرارية نسبيا. فهي قليلة البروتين والدهون والنشويات، لكنها غنية بالألياف والمعادن والفيتامينات التي تمد الجسم بالحيوية والنشاط. إن عملية تناول السَّلطات تحتاج إلى مدة أطول من المضغ قبل بلعها، الأمر الذي يعطي مركز الشبع في الدماغ فرصة إرسال إشارة الإحساس بالشبع والامتلاء قبل أن يكون الصائم قد أتى على الطعام كله. إن عملية مضغ السَّلطات تنظف الأسنان بشكل طبيعي، وتقلل من ترسبات البكتيريا، فتقلل من رائحة الفم في رمضان وغير رمضان، وتقوم بعمل تدليك طبيعي للثة الأسنان، فتنشط الدورة الدموية فيها. إن مضغ السَّلطات البطيء والجيد يعطي فوائد صحية جيدة. يجب أن يكون المضغ عموما جيدا وبطيئاً، وعلى الفكين حتى تقوي جذور الأسنان والروابط بينها وبين عظام الفك. أما تناول الأطعمة السائلة أوالتي لا تحتاج إلى مضغ، فيؤدي إلى سقوط الأسنان المبكر. والسَّلطات تنظف جدار الجهاز الهضمي من الترسبات البكتيرية وغيرها، وتدفع بكل ما فيها للخارج. وإن ما فيها من الألياف الذائبة وغير الذائبة هو مما يمنع الإمساك، ويقلل الكولسترول، وغير ذلك كثير. رمضان فرصة الجهاز الهضمي، فلنأكل ونشرب دون إسراف. ولنأخذ بنتائج الدراسات العلمية، فتناول السلطات في رمضان فرصة صحية، فهي مفيدة للجهاز الهضمي وللدم ومكوناته، والمواد المضادة للتأكسد قد تساعد في تخفيف الوزن..وتقلل من رائحة البطن والفم الكريهة.