هذا الأمر أصبح يستدعي البحث عن مقاولة أخرى للتكفل بمشكل النفايات بالولاية خاصة بالمنطقة الشرقيةلوهران ووسط المدينة، بعدما تحول شارع خميستي الرئيسي إلى مفرغة عمومية يصعب للمواطن السير فيه لكثرة أكوام الزبالة المترامية على جميع الطرق والأرصفة والتي تنبعث منها روائح كريهة أصبحت وكرا للجرذان، إلى جانب ذلك تدهور الطرقات وانتشار الحفر في كل مكان وعلى الأرصفة. ومايزيد الطين بلة مشكل البنايات الهشة التي أصبحت تتآكل يوميا وتنهار بفعل عوامل طبيعية وتصنع يوميات سكان الأحياء الشعبية العتيقة والتي تحيط بوسط المدينة، حيث تم إحصاء أكثر من 19 ألف بناية مهددة بالانهيار، ناهيك عن البنايات القصديرية التي باتت تصنع ديكور الباهية، بعدما تجاوز عددها 11 ألف بناية، بالإضافة إلى غياب مصالح مديرية النشاط الاجتماعي بالتكفل بالمتشردين والمتسولين وأصحاب الأمراض العقلية وغيرهم والذين أصبحوا ينتشرون في شوارع المدينة في شكل كبير، فضلا عن غياب الإنارة في أحياء وهران بعدما تم إحصاء أكثر من 15 ألف عمود كهربائي معطل. كل هذه الظروف أدت الى تفاقم ظاهرة الاعتداءات وكذا استيلاء الخواص على المساحات الخضراء التي حولوها إلى محطة للبنايات، إلى جانب فوضى الأسواق الموازية التي غزت شوارع كبرى من المدينة والتي لم تعد تقتصر فقط على الأحياء الشعبية، بالإضافة إلى السباق المراطوني اليومي الذي ينظم من قبل سائقي الحافلات الخواص والذين كانوا وراء ارتفاع حوادث المرور وأيضا تدفق قنوات صرف المياه بالشوارع الكبرى للمدينة. هذه الصور والمظاهر العديدة أفقدت وهران بهاءها بعدما أصبحت تشوه المنظر الجميل لمدينة سيدي الهواري، التي أصبحت أيضا تبكي حالها أمام سياسات فاشلة للعديد من المجالس المنتخبة والمسؤولين الذين تعاقبوا عليها ولم يخلفوا فيها إلا بصمات لتراكم النقاط السوداء بعدما أصبحت وهران شبيهة بالمداشر الكبرى والقرى الريفية التي طالتها أيادي النسيان رغم المبالغ المالية الضخمة التي ترصدها الدولة للنهوض بها، إلا أن سكان وهران اليوم يتساءلون عن حقيقة ومصير تلك الأموال التي أصبحت تصرف في غير موضعها. ومن جهته، كشف والي الولاية، طاهر سكران، عن تكوين لجنة ولائية مهمتها التحضير لإعداد بطاقة تقنية ستطرح بتاريخ 15 أكتوبر القادم قصد تحديد الغلاف المالي للانطلاق في تهيئة مجمع وهران من القاذورات حتى يكون في مستوى الحدث العالمي والذي لم يعد يفصلنا عنه إلا سنة ونصف لانعقاد المؤتمر العالمي للطاقة وشهر ونصف لتنظيم ملتقى وزراء الأوبك، في الوقت الذي يخيم فيه السكون على المدينة، حيث كل شيء مجمد وكأن الحدث غير دولي، في الوقت الذي ينتظر فيه سكان الباهية أن تكون مدينتهم من أجمل العواصم العالمية، إلا أنه، على ما يبدو، تهب الرياح بما لا تشتهي السفن أمام إهمال ولامبالاة مسؤولي الولاية بالحدث الهام للنهوض بالاقتصاد الوطني.