وفضلا عن تميز القارئ أحمد شاوش بطريقته المميزة في القراءة والتجويد فإنه كذاك يتميز بتواضع جم وبساطة تامة بعد اللقاء الذي جمعنا به قبل الإعلان عن الفائز في المرحلة النهائية من مسابقة فارس القرآن، والتي ورغم أن الكثير ممن استمعوا إليه وشاهدوا الحصة قد رشحوه للوصول إلى المرحلة النهائية كأقل تقدير ،إلا أن أنه رد على سؤال "الفجر" بقوله إن ذلك من صلاحية أهل الذكر ( أعضاء لجنة التحكيم ) الذين هم - حسب قوله - أقدر من يقيّم أداء هذا المقرئ من ذاك. وعن كيفية التحاقه بمسابقة فارس القرآن ذكر محدثنا بأن ذلك كان من قبل جمعية البشائر بالتعاون مع مؤسسة القدس العالمية بالعاصمة، والتي شارك سابقا في مسابقة لها حيث اقترحته للمشاركة في المسابقة لما يتميز به من حسن صوت وقراءة لكتاب الله وأحفظهم له حيث أنه حفظ القرآن الكريم كاملا في سن مبكرة رغم أن أباه تركه صغيرا، حيث لم يكن يتجاوز سنه الخامسة حين توفي والده تاركا وراءه 08 أبناء منهم 05 بنات أكبرهم اليوم حافظة هي الأخرى لكتاب الله. ودأب المقرئ أحمد شاوش على المشاركة في مختلف المسابقات المنظمة من قبل الجمعيات والتي كان يتصدرها جميعا لما يتميز به من موهبة الصوت والتحكم في الأداء إلا أن مسابقة "فرسان القرآن" تعتبر إليه أول مشاركة في مسابقة رسمية منظمة من قبل التلفزيون الجزائر ووزارة الشؤون الدينية هذه المؤهلات هي دفعت بالشاب اليافع إلى الإبحار في علوم القرآن والتحكم أكثر في فنيات قراءته فصار حافظا لكتاب الله وملما بأحكام قراءته وتجويده، وهو ما فتح له الباب واسعا وفي وقت مبكر أن يؤم الناس في الصلاة حيث ورغم أن سنه لا يتجاوز25 عاما إلا أن ذلك لم يكن عائقا أمامه في أن يؤم الناس في صلاة الأوقات الخمسة وصلاة التراويح بمساجد الولاية وأهمها "مسجد الحق" بحي الزبوج بعاصمة الولاية أين يؤم صلاة التراويح لرمضان هذا الأيام. ورغم انشغال أحمد شاوش الذي ينحدر من دائرة وادي الفضة شرق مدينة الشلف بالقرآن الكريم وأحكامه، إلا أن ذلك لم يكن عائقا أمامه في التفوق في دراسته إن لم يكن ذلك عاملا مساعدا على التفوق والتميز حيث حصل منذ فترة على شهادة مهندس معماري من المدرسة المتعددة التقنيات للهندسة المعمارية بالحراش، وهو ما أهله للعمل بمؤسسة عمومية محلية مختصة في البناء والتعمير ليؤسس بعدها مكتب دراسات خاصة فيما بعد . طريقته في الأداء وصوته الشجي وتحكمه في أداء أحكام القرآن جعلت ملاحظات لجنة التحكيم تثني عليه وتصف أداءه بالممتاز، حتى أن محمد رشاد، مقرئ المسجد الأقصى اعتبر أداءه الأقرب إلى الأداء الصحيح، وهو ما جعله يصمد أمام بقية المتنافسين الثمانية إلى غاية الدور ما قبل الأخير أين خرج أربعة متنافسين كان من ضمنهم ليبقى يتنافس على لقب فارس القرآن مرشحين اثنين وهما ياسين إعمران من تيزي وزو و عبد المفتاح حميداتو من الوادي. ورغم خروج أحمد شاوش في المرحلة ما قبل الأخيرة ،إلا أنه حصل على جائزته الممثلة في مبلغ مالي هام وعمرة إلى البقاع المقدسة.. وتلك أحسن هدية تقدم لشاب في مقتبل عمره.