لست أدري لماذا يتأسف الناس على ضياع جزء من عائدات البترول في الفساد .. وضياع الجزء الآخر في أزمة تدهور قيمة الدولار.. وضياع الجزء الثالث في الأزمة العالمية الجارية الآن؟! حظ الجزائريين من نفطهم يساوي الربع فقط وهو مبلغ مهم لو استثمر بالفعل لصالح الشعب ! حساب ميزانية الدولة على أساس سعر مرجعي للبرميل لا يتجاوز 19 دولارا للبرميل الواحد ولعدة سنوات متتالية رغم أن سعر البرميل تجاوز عمليا 80 دولارا في المتوسط العام ! ومعنى هذا الكلام أن السلطات الجزائرية كانت واقعية ولم ترفع حظ الشعب الجزائري من بتروله أكثر من الممكن الحصول عليه وهو الربع ! وينبغي أن لا نأسف على ضياع فرصة ارتفاع أسعار البترول، فقد أضعنا فرصة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات ! عندما ارتفع سعر البرميل إلى ما يقارب الأربعين دولارا وكان الدولار وقتها بشلاغمه ! وقبل هذا أضعنا ميراث الإستعمار من الأراضي الفلاحية (حوالي مليون هكتار) أكلها البور.. وسوء التسيير والفساد فيما سمي بالتسيير الذاتي ..! وتزامن ذلك أيضا مع ضياع حوالي ربع مليون شقة شاغرة تم استغلالها بطرق غير اقتصادية.. أدت إلى ضياع مصدر هام لتمويل السكن والبناء لو تصرفت البلاد بحكمة في تسيير هذه الأملاك ! فالجزائريون اليوم مدعوون إلى عدم التأسف على ضياع فرصة البترول المرتفع هذه المرة أيضا.. لأنه لا يعقل أن يتصرف المتصرفون في المال العام بسفه ونطمع في اغتنام الفرص! والمهم أن الشعب الجزائري حصل على ربع الريع البترولي وعليه أن يضغط من أجل أن يصل إليه هذا الريع كاملا غير منقوص.. ولا يأسف على ما ضاع منه لأن الأمر ليس بيده !