خرج، أمس، العشرات من المواطنين على مستوى حي 600 مسكن بالمدينةالجديدة بولاية تيزي وزو إلى الشارع، منددين بالظروف المعيشية المزرية التي تلاحقهم منذ مدة، ما دفعهم إلى قطع الطريق على مستوى المكان المسمى "بائع الزهور" وهو المنعرج الرئيسي الذي يربط المدينةالجديدة بمقر الولاية، مرورا بجامعة "مولود معمري". وتعد الحركة الاحتجاجية التي قام بها أمس سكان الحي المذكور الثانية من نوعها في ظرف أقل من 6 أشهر، مستعملين جذوع الأشجار والحجارة الكبيرة لقطع الطريق أمام المارة وحتى على أصحاب السيارات، الذين أجبروا على تغيير مسارهم باتجاه الوكالة الوطنية لتأمين السيارات إلى غاية ملعب أول نوفمبر الذي عرف ازدحاما كبيرا وطوابير لا متناهية من السيارات تجاوز عددها 100 مركبة، الأمر الذي دفع بالعديد من المواطنين إلى قطع مسافة تجاوزت 5 كلم للالتحاق بمدينة تيزي وزو مشيا على الأقدام. وكان سكان حي 600 مسكن قد أرغموا مصالح الأمن للتنقل إلى حيهم الذي حوصر بالحجارة عندما حاول قاطنوه معرفة سبب تأخر المصالح الولائية، على رأسهم الوالي، الذي دعي إلى التدخل لوقف القرار الصادر بخصوص تشييد بناية ذات 15 طابقا تتوسط العمارات القديمة، لكن وحسب تصريح العديد من هؤلاء السكان ل "الفجر"، المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي لم يستقبل ممثلين من الحي المذكور. وهو نفس ما حصل مع الأمين العام للولاية، السيد (ك.ع) الذي رسالوه منذ 3 أشهر لكنه لم يحرك ساكنا، حسب تصريحاتهم دائما. والأخطر من كل هذا هو القضاء العشوائي على المساحات الخضراء على مستوى حي 600 مسكن، الذي أصبح مهددا بزحف الإسمنت، متسائلين: أين هي قرارات الوزارة الوصية للحفاظ على مثل هذه الفضاءات الموجهة أساسا للترفيه، خاصة بالنسبة إلى الأطفال الذين يضطرون للذهاب إلى الأحياء المجاورة للعب، وقد تواصلت الحركة الاحتجاجية إلى غاية مساء أمس تحت حراسة مصالح الأمن خوفا من نشوب أعمال شغب، خاصة بعد تمسك السكان بحضور الوالي إلى عين المكان وحل مشاكلهم.