تعرض مقر كنيسة تافات، الواقع بحي بكار في مدينة تيزي وزو، ليلة السبت إلى الأحد، في حدود الساعة الحادية عشرة، لعملية حرق وتخريب من طرف العديد من مواطني المنطقة، تجاوز عددهم 20 شخصا· وأدى الحريق إلى إتلاف وحرق العديد من الكتب والوثائق المختلفة الخاصة بالكنيسة البروتستانتية، كما أتت النيران على أبوابها، فيما تم كسر الصليب بعد اقتحام الكنيسة، ما استدعى التنقل العاجل لمصالح الأمن، التي باشرت تحقيقا معمقا للوصول إلى منفذي هذه العملية· وقد زادت هذه العملية الوضع توترا، بعدما رفض عشرات من مواطني حي بكار في 26 ديسمبر المنصرم دخول متنصرين إلى الكنيسة لأداء شعائرهم الدينية بحجة رفض المشرفين على كنيسة تافات الاقتداء بالقرار الذي أصدرته السلطات الولائية، القاضي بالغلق الفوري للمعبد، بعد تحويله من المدينةالجديدة إلى حي بكار منذ شهر نوفمبر المنصرم، وهو الأمر الذي رفضه المشرفون والقادمون إلى الكنيسة المذكورة، منددين بالمضايقات التي تلاقيهم، مطالبين باحترام قانون 2006 الخاص بممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين· كما طالب القائمون على كنيسة تافات بالتدخل العاجل لمصالح الأمن المختصة للوقوف في وجه هؤلاء الذين يضايقونهم ويستفزونهم، لاسيما كل أيام السبت قصد منعهم من أداء شعائرهم الدينية، خاصة وأن كنيسة تافات تعد من أكبر الكنائس على مستوى ولاية تيزي وزو، كما تساءلوا عن مصير الشكوى التي تم إيداعها من طرف المشرف على المعبد، مصطفى كريريش، الأسبوع الأخير، أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة تيزي وزو، للمطالبة بحمايتهم من الاعتداءات اللفظية التي قد تتحول إلى جسدية في حال استمرار الوضع على حاله· وكشفت مصادر من عين المكان ل ''الفجر'' عن إيداع شكوى أخرى أمس من طرف المشرف عليها لدى مصالح الأمن عقب عملية حرق وتخريب مقر كنيسة تافات· ويعرف حي بكار وإلى غاية مساء أمس حالة ترقب وهدوء حذر خوفا من تصعيد الحركة الاحتجاجية من طرف أبناء الحي الذين هددوا بتشديد المواجهة مع المتنصرين· وأعلنت منظمة غير حكومية أمريكية تتابع شؤون المسيحيين عبر بقاع العالم، في بيان تلقت ''الفجر'' نسخة منه، عن إعادة فتح 22 كنيسة بروتستانتية من أصل 26 مكانا مخصصا للعبادة تم غلقه من قبل السلطات الجزائرية عبر مختلف ولايات الوطن بسبب عدم الترخيص، وهذا بعد دخول القانون الجديد الخاص بممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين حيز التنفيذ شهر فيفري من سنة 2006· وأضاف البيان أن الإجراءات الإدارية التي قامت بها هذه الكنائس المنتشرة عبر الولايات، لاسيما بمنطقة القبائل في كل من تيزي وزو والبويرة وبجاية، للتكيف مع القانون الجديد رفضتها الإدارة المحلية، معتبرين ذلك تضييقا على أتباع الديانة المسيحية، الذين يطالبون برفع المضايقات التي تلاحقهم من طرف المواطنين·