وجدت مجموعة من علماء النفس الأميركيين أن الأشخاص الذين يفتقدون السيطرة على شؤون حياتهم، أو بمعنى آخر يكونون أكثر توترًا، يكونون أكثر ميلاً للاعتقاد بنظريات المؤامرة والخرافات. وقالت الدراسة التي أجراها الباحثون أن ارتداء ما يطلق عليه الجوارب المحظوظة وعد طيور العقعق ولف أصابع اليد حول بعضها الآخر أو الإصرار على أن الهبوط على سطح القمر أمر غير حقيقي، عبارة عن انعكاسات لحقيقة بحث هؤلاء الأشخاص عن راحتهم النفسية وكذلك عن النظام في العالم. ومن خلال مجموعة من التجارب، أوضح الباحثون الأميركيون أن الأشخاص الذين يصابون بعرض التوتر، يميلون لرؤية صور ليس لها وجود وتصور المؤامرات أو يصبحون أكثر اعتقادًا بالخرافات. وفي الوقت الذي قد أدت أو تؤدي بعض المفاهيم الخاطئة لتضليل البعض، إلا أنها تكون شائعة ورائجة بشكل كبير، وعلى الأرجح تقوم بإشباع الحاجة النفسية العميقة والدائمة". وأكدت الدراسة التي تم نشرها بجريدة العلوم على أن الأفراد ربما يعتقدون - في المواقف التي يصابون فيها بالتوتر - أن القوى الغامضة والخفية تعمل في السر. وفي احدى التجارب التي أجراها الباحثون، طلب من المتطوعين أن ينظروا إلى مجموعة من الصور الفوتوغرافية الثلجية، نصفها كان عبارة عن نماذج محببة عديمة المعنى لنقاط عشوائية والنصف الآخر يحتوي أيضا على صور غير واضحة المعالم بشكل مكتمل مثل صور لكرسي ومركب أو كوكب زحل. وفي التجربة، نجح جميع المشتركين في تحديد 95 بالمائة من الصور المخفية بشكل ناجح، لكن اعتقد البعض أنهم رأوا صورًا في 43 بالمائة من الصور التي كانت مجرد بعثرات عشوائية لمجموعة من النقاط. وفي جزء مبكر من الدراسة، تم إشعار هؤلاء الأشخاص بفقدان سيطرتهم على أعصابهم. وفي اختبار آخر، طلب من المتطوعين التذكر والكتابة عن الأحداث التي فرضوا عليها سيطرتهم ن في حين كتب آخرون عن مواقف افتقدوا خلالها للسيطرة كما الحال مثلا ً في حوادث السيارات أو إصابة أي من الأصدقاء أو الأقرباء بالمرض. بعد ذلك، قام جميع من شارك بقراءة قصص مختصرة التي تفهم فيها النتائج الهامة وكأنها تصرفات غير عقلانية. وتبين أن المتطوعين الذين تذكروا واقعة وقت أن كانوا فاقدين للسيطرة، قد عبروا عن اعتقادهم بشكل أكبر في الخرافات. فضلا عن زيادة إيمانهم بنظريات المؤامرة الشريرة التي تختبأ في طيات المواقف الحميدة.