شهدت قلعة دمشق التاريخية مساء الجمعة انطلاق فعاليات مهرجان طريق الحرير2008 الذي سيشمل زيارة لأكثر من سبع مدن سورية، وإقامة فعاليات سياحية وثقافية تنقل من خلالها صورا من الماضي وتجسدها في الحاضر، حيث كانت تتلاقى قوافل التجارة في سوريا عبر طريق أطلق عليه طريق الحرير يمر عبر مدن سورية عدة. و من المعروف أن طريق الحرير التي ذكرها بتفاصيلها الدقيقة الرحالة العربي ابن بطوطة هي مجموعة من الطرق المترابطة كانت تسلكها القوافل والسفن وتمرّ عبر جنوب آسيا رابطةً تشآن الصينية مع أنطاكية في سوريا، كما يمتد طريق الحرير من المراكز التجارية في شمال الصين إلى منطقة بلغار- كيبتشاك ويتفع جنوبا ليربط شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم وحتى البحر الأسود وبحر مرمرة والبلقان، ووصولاً بالبندقية و يمرّ من تركستان وخراسان وعبر بلاد ما بين النهرين وكردستان والأناضول، ومن ثمّ في أنطاكية إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر بلاد الشام إلى مصر وشمال إفريقيا . وتكمن أهمية المهرجان من كون طريق الحرير كان يساهم في نشر الكثير من الحضارات القديمة كالحضارة المصرية والصينية والهندية والرومانية وصولا إلى الحضارة الإسلامية، لذلك يعتبره مؤرخو العولمة بداية الترابط البشري. وستتواصل فعاليات المهرجان حتى الخامس عشر من أكتوبر الجاري، وستكون المحطة الأولى لقوافل المهرجان في المتحف الوطني بدمشق تتبعها جولة سياحية في بلدة معلولا القديمة، وفي اليوم الثاني سيتم افتتاح معرض الصناعات اليدوية لدول طريق الحرير في التكية السليمانية بدمشق، والقيام بجولة في دمشق القديمة تتضمن زيارة الجامع الأموي وقصر العظم والخانات القديمة. وتنتقل القوافل بعد ذلك إلى خان دنون بريف دمشق، حيث يقام عرض أزياء لدول طريق الحرير مع أمسية موسيقية، بينما ستأخذ القوافل طريقها في اليوم الثالث من المهرجان إلى مدينة تدمر، حيث يقوم المشاركون بزيارة الواحة والمنطقة الأثرية وسد وادي أبيض، من ثم الانطلاق باتجاه محافظة الرقة لزيارة مدينة الرصافة الأثرية ومحمية الثورة وقلعة جعبر، وحضور أمسية فلكلورية وعرس فراتي وحضور القداس المقام بمناسبة استشهاد القديسين سيروجيوس وباخوس، ثم صلاة الغائب في جامع هشام. وفي حلب ستتجول قوافل الحرير في الأسواق القديمة، و ستشارك في مهرجان المأكولات في خان الشونة وحضور أمسية موسيقية في قلعة حلب، وفي اليوم السادس والأخير من المهرجان تتوجه القوافل إلى اللاذقية لتزور قلعة سمعان وقلعة صلاح الدين ومحمية الشوح، ثم ستنطلق إلى مدينة جبلة لإقامة الحفل الختامي على مدرجها التاريخي، وسيتم تكريم الصحفيين الذين كتبوا أفضل المقالات عن المهرجان العام الماضي، وبعدها ستنطلق إلى مدينة أفاميا التاريخية عن طريق سهل الغاب ومنها يتم التوجه إلى حماة ومشاهدة النواعير ثم العودة إلى دمشق.