ذكر أمس الباحث في الحركات الإسلامية بالمغرب، سعيد لكحل، أن تنظيم الجماعة السلفية أصبح تنظيما إرهابيا جهويا يهدد دول المنطقة الضعيفة، وساعدها في ذلك تمدد الطبيعة الصحراوية، ويحاول بكل الوسائل أن يخترق الدولة التي يراها ملاذا آمنا• وقال الباحث إن توجه تنظيم إمارة الصحراء بقيادة يحي جوادي، التابع للقاعدة في المغرب الإسلامي للنشاط فوق التراب الموريتاني، مرده الفشل الذي أصابه على جميع المستويات جراء الضربات الموجعة للجيش الوطني الجزائري وسياسة المصالحة التي أدت إلى نزول عدد من القيادات الإرهابية والعناصر المسلحة من الجبال، وكذا اقتناعهم بفتاوى ومراجعات العلماء والمشايخ• وهي أسباب حتمت على زعيم التنظيم، عبد المالك دروكدال، نقل عناصره الإرهابية إلى مناطق أكثر أمنا، لاتقاء الضربات العسكرية وتأثير مراجعات القياديين السابقين، وأصبح يعمل على جعل الأراضي الموريتانية هدفه في الآونة الأخيرة، من خلال تصعيده للعمليات الإرهابية ونسج علاقات محلية مع بارونات التهريب وتجار الأسلحة التي تمول التنظيم الإرهابي، موضحا أن ''الجديد في أساليب القاعدة في منطقة المغرب العربي هو تحالفها مع تجار المخدرات ومهربي السلاح والبشر'' من جهته، قال المدير بمركز الدراسات الدفاعية في كلية ''كينغز'' بلندن، بيتر نيومان، إن معظم عمليات التهريب على اختلافها تتم عبر المغرب والعديد من الأشخاص المسؤولين عنها أو الذين يعملون على تسهيلها يقيمون في المغرب، مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة يعتمد بشكل كبير على مداخيل التهريب في المنطقة لتمويل نشاطه وشراء الأسلحة وإغراء عناصر جديدة للانضمام إلى التنظيم أو إقامة خلايا نائمة في مناطق مختلفة في دول المنطقة• ويرى المتتبعون أن علاقة التهريب بتنظيم الجماعة السلفية وطيدة، وتعتبر العصب في استمرار وديمومة التنظيم، وأن المغرب، حسب المراقبين، بقي بعيدا عن أي تنسيق أمني مع دول المنطقة لمجابهة عناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، يوحي بعلاقة بارونات التهريب بما يحدث في أرض الواقع، متسائلين عن سر توجه التنظيم نحو دول المنطقة لتنفيذ تهديداته دون أن يشير في بياناته إلى المغرب• وآخرها بيان للظواهري الذي تحدث فيه عن الدولة الإسلامية الممتدة من الجزائر إلى آسيا (؟؟)، وقبله بيان الإرهابي أبو يحي الليبي، الذي تحامل على الشعب الجزائري بطريقة انتقامية والدول المغاربية، دون أن يشير إلى المغرب في تهديداته (؟؟) يضيف الخبراء الأمنيون•