"القاعدة" ستعيّن "قائدا أكثر تشدّدا" لمواصلة النهج الإنتحاري توقّع خبراء في المجال الأمني، أن التنظيم المسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" (الجماعة السلفية للدعوة والقتال)، سيعيّن "قائدا ميدانيا أكثر تشددا" من المدعو سفيان أبو حيدرة أو سفيان فصيلة، الذي قضت عليه مؤخرا قوات الأمن أثناء كمين بجبال بوغني. ويقول الخبراء بأنه في حالة استخلافه أو تعويضه فإنه "بالتأكيد سيقوم تنظيم القاعدة بتعيين أحد العناصر المتشددة لمواصلة نهج العمليات الإنتحارية"، التي وصفها وفي وقت سابق، عبد المالك درودكال، المدعو أبو مصعب عبد الودود، بأنها "خيار استراتيجي"، ويرى هؤلاء الخبراء، بأن مقتل فصيلة هو "ضربة موجعة للقاعدة"، وينتظر - برأيهم - "تعيين أحد المتشددين لإعطاء الإنطباع بأن هناك خلف وبدائل"، لكنهم يتوقعون بأن "القاعدة" ستعتمد على إخفاء الأسماء، علما أن عديدا من رؤوس التنظيم المسلح غير معروفة ولا تكتشف إلا بعد القضاء عليها من قبل قوات الأمن خلاف ما كان عليه في السابق. وحسب المدير السابق لمديرية أمن الإقليم الفرنسي، لويس كابريولي، فإن القضاء على "سفيان فصيلة" يعدّ بوضوح "إنفجارا جسيما داخل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، مشيرا الى أن ذلك "لا يعني مع الأسف سقوط احتمالات حصول اعتداءات إرهابية في الأيام المقبلة". نفس المسؤول الأمني الفرنسي السابق، أكد بأنه منذ تفجير 11 أفريل بالجزائر العاصمة، كثفت قوات الأمن الجزائرية من عمليات الترصد والملاحقة ضد عناصر التنظيم الإرهابي، من خلال توقيف المشتبه فيهم وتفكيك خلايا الدعم والإسناد وتكثيف حواجز التفتيش والمراقبة، إلى جانب عمليات التصنت والإستعلامات وزرع الكمائن في المناطق المشبوهة التي يعتقد بأن الإرهابيين يترددون عليها أو ينشطون فيها فضلا عن دراسة طبيعة معاقل الجماعات المسلحة والتركيز بعد ذلك على العمليات العسكرية، مبرزا بأن كل ذلك أعطى ثماره، لكنه - كما قال- يستدعي المواصلة والتكثيف من أجل التصدي لهجمات إرهابية محتملة من تنفيذ "القاعدة". وكانت مصادر متطابقة، أفادت بمقتل القيادي البارز في تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، المدعو سفيان أبو حيدرة، وهو المسؤول الأول، بعد أمير التنظيم المسلح "أبو مصعب عبد الودود"، عن اعتداءات "الأربعاء الأسود" في 11 أفريل الماضي بالعاصمة وكذا الإعتداءات الإنتحارية ضد ثكنة الأخضرية في 11 جويلية وثكنة حراس السواحل بدلس وضد عمال الشركة الفرنسية "رازال" بضواحي الأخضرية، في سبتمبر المنصرم، ويذهب خبراء في المجال الأمني، إلى حد وصف "فصيلة" بأنه "الأمير الفعلي" للتنظيم المسلح، وقد عيّن بداية العام الجاري على رأس منطقة الوسط خلفا لسلفه عبد الحميد سعداوي، المدعو "يحي أبو الهيثم"، قصد تفعيل الإعتداءات خاصة بواسطة التفجيرات الإنتحارية. الحديث عن مصرع "سفيان فصيلة"، جاء بعد أيام قليلة، من ظهوره في شريط سمعي بصري، بثه تنظيم "القاعدة" عبر شبكة الأنترنيت، حول اعتداء إيعكوران بولاية تيزي وزو، الصائفة الماضية، حيث ظهر "فصيلة" كقائد "مهم" في التنظيم المسلح، وهو يقدم التوجيهات لعناصره، في وقت كان "أبو مصعب عبد الودود" مجرد "ضيف شرف" أو "زعيم شكلي" فقط للتنظيم. وتسجل أوساط مراقبة، أن الاعتداءات الأخيرة التي عرفتها نقاط معينة من منطقة القبائل تحديدا، جاءت مباشرة بعد عملية القضاء على "فصيلة" بضواحي بوغني بولاية تيزي وزو، وهو ما يعطي الانطباع بأن "قيادة" التنظيم تحاول تمرير رسالة مفادها أنها مازالت متمسكة بخيارها السابق، وأن مقتل أحد قيادييها لن يوقف نشاطها!. ج. لعلامي