الصالون الدولي للكتاب تعبير جميل يمكن أن يحل محل المعرض الدولي للكتاب ! لأن الكتاب لم يعد مكانه المكتبة عندنا في البيوت، بل أصبح مكانه الصالون ! بعضهم يضعه في الصالون للزينة ! وبعضهم يضعه في الصالون لأجل وضعه في متناول القارئ، الذي عادة ما يجلس في الصالون ! إدخال الكتاب من المكتب أو المكتبة إلى الصالون مسألة يمكن أن تقبل •• لكن ما لا يقبل هو إدخال الحصان إلى الصالون فنقول مثلا : تنظيم الصالون الوطني للحصان ! أو الصالون الوطني للأبقار الحلوب ! فتخيلوا معي بقرة تشبه بقرة الجبن المسمى البقرة الضاحكة •• تدخل إلى صالون ! فيه فرش بالزرابي المبثوثة والأرائك الوفيرة ! وقد قيل لي فعلا أن بقرة من هذا النوع قد دخلت إلى التلفزة •• ولكنها خرجت عن نطاق السيطرة وقامت بنطح ورفس كل شيء هناك في الأستوديو؟! ولسنا ندري ما الحكمة مثلا من تغيير مصطلح المعرض الوطني للإنتاج الفلاحي بعبارة "الصالون الوطني للإنتاج الفلاحي"؟! وتخيلوا معي صالونا تزينه البطاطا والكابويا ! والقرعة والمعاول والمناجل والمحارث؟! بعض الناس يتصورون أن الحداثة هي تغيير الأسماء المألوفة بأسماء أخرى حديثة وغريبة ! لأن المعرض الوطني للإنتاج الفلاحي لا يدل على الحداثة قدر ما يدل عليها القول: عن المعرض أنه صالون للإنتاج الفلاحي أو صالون للحصان ! المشكلة عندنا هي أن البطاطا لم تتطور والحصان لم تتطور تربيته •• وما تطور هو فقط تبديل كلمة المعرض بكلمة الصالون ! ومرحبا بالحداثة التي تأتي بصالون للمياه القذرة؟! ومثلما تمارس السياسة في الصالونات •• تمارس الأشياء الأخرى في الصالونات أيضا !