المعارض أو الصالونات العربية للكتاب هي المؤشرات التي من خلالها نجس نبض ترمومتر المقروئية في الوطن العربي، وكذا نوعية المقروئية هل ما تزال تراثية تقليدية أم هي مقروئية تصاعدية علمية وفكرية تعمل على ابتكار المعرفة الافتراضية التي تفتح أبوابا معرفية على المستقبل على أسس أصيلة لكنها متطورة؟ أين مكانة صالون الجزائر الدولي للكتاب إذا ما قيس بنظرائه في الوطن العربي؟ بهذه الفكرة اتّجهنا لبعض الهيئات الفاعلة في عالم انتاج الكتاب وتسويقه والتكفل به على مستوى العالم العربي· لاشك أن جمهورية مصر العربية هي أكبر الدول العربية لا من حيث تعدادها السكاني فقط لكن من خلال دورها الفكري والمعرفي وإنتاجها في هذا المجال الحي، من حيث صالون القاهرة الدولي للكتاب الذي يعد من كبريات الصالونات ليس على المستوى العربي فقط، بل الدولي أيضا· ونظرا إلى هذه الميزة التي تختص بها جمهورية مصر العربية، اتجهنا الى الهيئة المصرية للكتاب، وهي هيئة عمومية مصرية تابعة لوزارة الثقافة وحاورنا من خلالها رئيس الهيئة الأستاذ عصمان قرنفل· الهيئة المصرية العامة للكتاب عدد العناوين للهيئة المعروضة في الصالون الدولي الثاني عشر للكتاب بالجزائر، 2500 عنوان منها 500 عنوان جديد صدر سنة 2007· أما من ناحية اقبال الجمهور الجزائري فهو اقبال كثيف، واع ويعلم ما يريده· أما من ناحية التنظيم فيؤكد الأستاذ عصمان قرنفل انه تنظيم حسن، إلا أن هناك بعض الصعوبات التي توجد ليس في هذا الصالون فقط بل في كل الصالونات، إلا أن الصالون الجزائري للكتاب يسير بخطى ثابتة ويحاول تلافي الأخطاء والسلبيات ويعتبر مجالا للتبادل الثقافي بين الجزائر ودول العالم العربي التي تسعى لحضور هذا الصالون· أما عن مقارنة هذا الصالون بنظرائه الصالونات العربية للكتاب، فيقول الاستاذ عصمان قرنفل: ليس هناك مجال مقارنة لأن لكل بلد اهتمامات خاصة به والتي يطلبها جمهور كل بلد، ويعتبر صالون الجزائر من الصالونات الجيدة· أما بمقارنته بمعرض القاهرة للكتاب فهو ثاني معرض في العالم بعد معرض فرانكفورت بألمانيا، ويعتبر الأول في العالم العربي وهو الذي تقيمه الهيئة المصرية للكتاب ويحضره أكثر من 3700 ناشر وأكثر من 37 دولة عربية وأجنبية مشاركة، ويختار كل عام دولة كضيف للمعرض· ومن خلال الصالون الجزائري للكتاب، ندعو جميع دور النشر الجزائرية للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب ليس بغرض البيع فقط ولكن للتعرف على الثقافات العربية المتواجدة في معرض القاهرة· وعن الكتب التي يقتنيها الجمهور الجزائري من جناح الهيئة المصرية للكتاب فيقول الأستاذ عصمان: هناك اقبال على جميع العناوين المعروضة وليس هناك تفضيل بين فرع علمي ومعرفي وآخر، فكل الكتب مطلوبة لأنها تنشر في مجال المعرفة والعلوم وكتب الأطفال في إطار مهرجان القراءة للجميع مكتبة الأسرة· أضف الى ذلك الاسعار التي هي في متناول الجميع فهي اسعار منخفضة ومدعمة باعتبارنا هيئة عمومية لا نبغي السعر وإنما التواجد والحضور· وفي الأخير، أشكر جميع القائمين على المعرض وأدعو لهم بالتوفيق حتى نضع الصالون الدولي في أحسن سوق في الأعوام القادمة·
اتحاد الناشرين التونسيين من الهيئة المصرية العامة للكتاب، اتجهنا الى اتحاد الناشرين التونسيين والذي تشارك من خلاله جمهورية تونس الشقيقة ب21 دارا للنشر وب500 عنوان، 20% منها عناوين جديدة، والتقينا الأستاذ علي الفندري وهو مسؤول جناح، حيث قال في تقييمه لمعرض الجزائر الدولي للكتاب: معرض الجزائر يأتي في المرتبة المتوسطة من ناحية العارضين والجمهور، أما من ناحية اقبال الجمهور فهو يكون كثيفا يومي الجمعة والخميس وفي الأيام الباقية فهو متوسط· أما عن المعارض التي تقام في المشرق العربي ونظيرتها في المغرب، فيعترف الأستاذ علي الفندري بأن المشارقة يتميزون علينا بكثرة العناوين، أما من ناحية الرقابة فهي موجودة في كل انحاء العالم ولا توجد بالنسبة لتونس كتب محجوزة لأنها كتب علمية·
دار القلم (دمشق بسورية) بعد اتحاد الناشرين التونسيين، اتجهنا مباشرة الى دار القلم دمشق من الجمهورية العربية السورية الشقيقة، والدار ليست بهيئة عمومية بل هي دار خاصة يمثلها في الصالون الدولي للكتاب الأستاذ عبد الجبار دولة، ولهذا كان تقييمه منطلقا من ناحية البيع أي بصفته تاجرا وبمقاييس الربح، ولهذا يقول الأستاذ عبد الجبار دولة: إن معارض الخليج العربي تأتي في المرتبة الأولى في التنظيم والإدارة والبيع ويحتل الكتاب الديني المرتبة الأولى، ويأتي بعد معرض دول الخليج معرض سورية ومصر واليمن، ثم معارض المغرب العربي· أما من ناحية الأسعار، فيؤكد الأستاذ عبد الجبار دولة أن دار القلم الدمشقية تضع اسعارا خاصة بكل دولة من ناحية قوة العملة، في حين من ناحية الجمهور، فيؤكد أنه في معرض الجزائر اقبال إلا أن الناحية الشرائية قليلة ويعود هذا في رأيه للغلاء· والعناوين التي دخلت بها دار القلم للصالون الدولي للكتاب هي 500 عنوان و15 عنوانا جديدا من اصدارات سنة 2007· وأدنى سعر هو 100 دينار وأعلى سعر هو 450 دينارا جزائريا للكتاب· والشيء الذي يؤاخذ عليه عبد الجبار المعرض هو الناحية الجمركية والتنظيمية والشحن وتخفيض كراء المتر المربع الذي وصل هذه السنة الى 115 دولارا للمتر الواحد·