رغم المعطيات الرسمية التي تؤكد على فعالية و نجاعة قطاع السياحة بعنابة واتساع دائرة الاستثمار السياحي خاصة بالمناطق ذات الطابع التنموي الموزعة بسرايدي و سيدي سالم و برحال و عين البرادة و مدينة عنابة إلا ان ذلك لم يشفع للجهات المعنية تحقيق مكاسب اقتصادية و تمويل خزينة الدولة لتفعيل عجلة التنمية كل ذلك حال بسبب الإهمال و تبديد الملايير في اقتناء الملصقات الإشهارية و تلوين أرصفة الطرقات و هو الأمر الذي لم يستسغه والي عنابة الذي شدد على ضرورة توفير خلية أزمة لإسعاف المناطق الأثرية المنتشرة عبر مختلف أنحاء الولاية يأتي هذا بعد أن حذر بعض المستثمرين و رجال الأعمال الاقتصاديين خلال تطرقهم لملف السياحة من زوال المواقع الأثرية التاريخية التي تعتبر ذاكرة الشعوب و التي تقدر بأكثر من 200 موقع و معلم تاريخي يعطي للسياحة ديناميكية مفيدة للاقتصاد الوطني فرغم توفر الولاية على هذه الإمكانيات و المكاسب التنموية الغنية بالآثار الفريدة من نوعها مثل كنيسة لالا بونة و آثار أبو مروان الشريف، الأقواس 7 رقود و كذا تميزها بالمنابع المعدنية المعروفة بإمكانياتها العلاجية التي تعلها في الصف الأول للأماكن السياحية الوطنية و قطبا مهما في مجال السياحة الجبلية التي تتعرض للاعتداء العشوائي و الصيد غير العقلاني و على صعيد آخر أشار أصحاب الفنادق و الحرفيين إلى الاهتمام بالحدائق التي لم ترق للمستوى المطلوب خاصة مع النهب الواسع للأموال التي رصدت للاهتمام بها لكن في الحقيقة تعرف هذه الفضاءات السياحية إهمال و ممارسة للرذيلة و الأشياء المخلة للحياء بالإضافة إلى عدم الترميم و الصيانة علاوة على ذلك غياب الأمن الأمر الذي ساهم في العزوف الجماعي للمستثمرين الأجانب و عليه تبقى ولاية عنابة تعاني من ضعف كبير في مجال الاستثمار السياحي الذي يتطلب حسب المتدخلين تسهيلات إدارية و بنكية حتى يثمن المستثمر في هذا المجال و يجسد مشروعه و من ثم النهوض بالتنمية الاقتصادية سيما منها المحلية التي ينجر عنها خلق أكثر من 3 آلاف منصب شغل موازاة مع برنامج رئيس الجمهورية الذي خصص مبلغ ضخم يقدر ب 55 مليار دولار لتعزيز التنمية الاقتصادية الشاملة و تحقيق فعالية السياحة بعنابة كونها منطقة ذات أهمية تاريخية هي أعمق مما هو معروف و متداول و لا أحد يعير اهتماما لذلك مع اكتفاء السلطات المعنية بالنظر إليها كأساس سياحي دون الخروج بها من الإهمال و أبرزها كمعلم تاريخي و أثري صامد في وجه الحضارات المتعاقبة عليها.