والتي انطلقت مباشرة بعد صلاة الجمعة من عدة مساجد وانخرط فيها المواطنون بشكل عفوي، بمن فيهم من جاؤوا من بلديات الضواحي، حيث خلفت المواجهات عديد الإصابات وسط المتظاهرين وكذا أعوان الأمن• انطلقت المسيرة من حي بلكور، وبالتحديد من أمام مسجد المؤمنين، لينضم إليها المئات من المواطنين من مسجد صلاح الدين، حيث لم تتمكن قوات مكافحة الشغب من صد الحشد الهائل للمتظاهرين، الذين عبروا شارع محمد بلوزداد باتجاه ساحة أول ماي، حيث ضربت قوات الأمن طوقا أمنيا على الساحة، وهناك انضمت إلى المسيرة عدة شخصيات، منها الدكتور أحمد بن محمد، ومع ازدياد أعداد المتظاهرين الذين توافدوا من مختلف الأحياء لتغص بهم ساحة أول ماي، وليتمكنوا بعدها من اجتياز الطوق الأمني لقوات مكافحة الشغب، ليعبر المتظاهرون إلى شارع حسيبة بن بوعلي، متوجهين إلى ساحة الشهداء ، في غياب تام لقوات الأمن، هذه الأخيرة اعترضت طريق المتظاهرين عند مدخل نفق ساحة موريتانيا دون أن تتمكن من كبح إصرار المتظاهرين الذين صبوا جام غضبهم على الأنظمة العربية ومواقفها المخزية، خصوصا النظام المصري الذي نال الحيز الأكبر من السخط الجماهيري، ورددوا شعارات مساندة ومتضامنة مع الشعب الفلسطيني، مع الزغاريد التي كانت تتعالى من حين لآخر من شرفات العمارات• وواصل بعدها الحشد الجماهيري الضخم مسيرته باتجاه ساحة الشهداء مرورا بساحة البريد المركزي وشارع زيغود يوسف لينضم إليهم الآلاف ممن قدموا من ساحة الشهداء ويتحول مسار المحتجين عبر شارع عبان رمضان، الذي عرف مشادات بين المتظاهرين الذين رشقوا قوات مكافحة الشغب بالقارورات الزجاجية والحجارة، وهي بدورها استعملت الهراوات لمحاولة منع المسيرة من التقدم، لكنها فشلت في ذلك• بعدها واصل المتظاهرون السير عبر شارع ديدوش مراد في حشد مهيب، لتتعالى الأصوات مطالبة بالتوجه إلى السفارة الأمريكية، لكن قوات مكافحة الشغب عززت تواجدها بجوار قصر الشعب، حيث انزلقت الأمور إلى مواجهات عنيفة خلفت عشرات الإصابات في أوساط المتظاهرين وكذلك أعوان الأمن، كما تم توقيف أكثر من عشرة شبان، بينهم قاصر، وتسجيل عديد من حالات الإغماء، لتتدخل قوات الأمن مستعملة خراطيم المياه الساخنة لتفريق آخر المتظاهرين • الحرافة والمهاجرون يحولون وجهتهم والنسوة أيضا يتضامن خلال المسيرة التي جابت مختلف الشوارع الرئيسية للعاصمة، ردد الشباب شعارات مختلفة، حيث حول العديد منهم وجهتهم في الهجرة نحو أووربا إلى فلسطين، ورددوا "يا ربي آمين ••• الفيزا لفلسطين "افتحوا الحدود نحاربوا اليهود"• العنصر النسوي هو الآخر حضر بقوة في المسيرة الشعبية، حيث لم تبخل النساء بزغاريدهن من على الشرفات وكذلك بتزويد المتظاهرين الذين أنهكهم العطش بقارورات المياه عبر مختلف الشوارع•