تحولت العاصمة أمس إلى مسرح لمسيرات عارمة وحاشدة للتنديد بالهولوكوست الصهيوني على قطاع غزة، وكما كان متوقعا خرج مئات الآلاف من المتظاهرين مباشرة بعد صلاة الجمعة إلى الشوارع في مسيرات حاشدة وظهر حي بلكور وأول ماي وشارع العقيد عميروش وزيغود يوسف إلى كتل من الغضب الجماهيري العارم، الذي ألهب سماء العاصمة بمختلف شعارات الدعم و النصرة للمقاومة في غزة. المتظاهرون يلهبون العاصمة في مسيرات حاشدة مساء العاصمة أمس كان لنصرة غزة وشعارات ''جيش شعب معاك ياغزة''، ''خيبر خيبر يايهود جيش محمد سيعود'' و'' ياللعار ياللعار باعوا غزة بالدولار'' و'' فلسطين الشهداء'' التي دوت مطولا في سماءها، في مشاهد تضامنية فريدة وقوية وهذا بالرغم من الحواجز البشرية لقوات الأمن وزخات المطر التي لم تمنع مئات الآلاف من المتظاهرين ومن مختلف الأعمار من التعبير عن تأيديهم المطلق للمقاومة وحركة حماس في غزة التي نالت حصة الأسد من هتافات وشعارات هذه الجموع التي إنتشرت في شكل كتل بشرية من ساحة أول ماي إلى شارع زيغود يوسف. وقد توقفت هذه الجموع في شارع زيغود يوسف قرب مبنى مجلس الأمة بعد أن منعت قوات الأمن التي أقامت طوقا أمنيا المسيرة التي انطلقت من حي باب الوادى مرورا بساحة الشهداء من التقدم أكثر نحو مقر المجلس الشعبي الوطني لتلحق بها المسيرة الأخرى التي انطلقت من حي بلكور وبالضبط من مسجدي عمر ابن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي مرورا بساحة أول ماس وساحة موريتانيا فشارع العقيد عميروش. وأمام هذا التدفق الجماهيري الكبير أمام مجلس الأمة وبمحاذاة فندق السفير في شارع زيغود لم تستطع قوات الأمن الصمود طويلا أمام هذا التدفق الكبير لتنسحب بعد ذلك فاتحة المجال لهذه الجماهير للالتقاء في مفترق الطرق أمام مدخل فندق السفير، ولم تمكث طويلا لتنقسم من جديد إلى قسمين واحد عاد باتجاه ساحة الشهداء والآخر باتجاه حديقة صوفيا. وخلافا لتخوفات البعض من حدوث مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين كانوا تقريبا كلهم من الشباب فإن مسيرات الأمس لم تشهد مواجهات تذكر، باستثناء ماوقع أمام مجلس الأمة بسبب التدافع الجماهيري الكبير، الذي خلف العديد من الجرحى الذين أصيبوا بجروح طفيفة، وبإستثاء ذلك لم تحدث أية مواجهات تذكر وهو ما يفسره انسحاب قوات الأمن بعد إلى رصيفي الطريق وغض الطرف كليا بعد ما سارت هذه الحشود البشرية في هدوء كبير واكتفت فقط بالإنتشار على الرصيف من أجل حماية المقرات الرسمية والمحلات التجارية التي أغلقت كلها. وطوال عشية أمس مرت المسيرة تلو الأخرى خصوصا في شارع العقيد عميروش وساحة موريتانيا وحمل المتظاهرون العديد من الشباب على أكتافهم للتعبير على النعوش البشرية في غزة، وقد كانت هذه المسيرات عفوية بأتم معنى الكلمة، ولم نشاهد أي من الوجوه السياسية أو الحزبية أو من الشخصيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني، بإستثناء الدكتور أحمد بن محمد الذي كان من في مقدمة المسيرة التي إنطلقت من حي بلكور الشعبي ووصلت إلى مقر البرلمان