شهدت ولاية الوادي في اليومين الأخيرين تساقط كميات كبيرة من الأمطار، خاصة من الجهة الشمالية للولاية، أدت إلى قطع الطرقات وشل الحركة ببلديتي الحمراية وسطيل اللتين تبعدان 100 و140 كلم شمال مقر الولاية على التوالي. الأمطار الغزيرة أدت إلى تحوّل وسط بلدية الحمراية إلى بركة كبيرة من الماء، خاصة أمام البلدية التي تقع وسط شط ملغيغ في منطقة منخفضة - 14مترا تحت سطح البحر - وتحولت الأحياء إلى شبه وديان مما صعّب حركة سير المواطنين داخل الحي، إضافة إلى شلل تام في حركة السيارات. ورغم تدخل الحماية المدنية منذ الساعات الأولى لهطول الأمطار، إلا أن عديد الأحياء بقيت مشلولة. ونقل عدد من سكان منطقة وادي ريغ سقوط أسقف عدد من المنازل جراء اهتراء الكثير منها نظرا لتآكلها بسبب الملوحة الكبيرة للتراب بالمنطقة، وأن عدة بنايات مبنية بالطوب غير أن جلّها غير مسكونة. وفي هذا السياق، اشتكى سكان دائرة جامعة من الأوضاع المزرية التي آلت إليها أغلب الطرق والأحياء بالمنطقة، خصوصا حي المستشفى وحي وغلانة، حيث صارت مناطق فيهما معزولة بسبب البرك المائية الناجمة عن الأمطار الغزيرة. وفي بلدية سطيل، أقصى شمال الولاية، 140 كلم، انقسمت المدينة إلى جزئين بعد فيضان الوادي وانقطاع الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين ولايات الشرق الجزائري والجنوب على مستوى منطقة وادي التل ببلدية السطيل، وأدى ذلك إلى انحراف شاحنة صغيرة لنقل الأدوية وإصابة السائق بجروح طفيفة. وكشفت هذه الأمطار مدى هشاشة البنية التحتية للبلديتين، من طرقات وتهيئة حضرية، إضافة إلى ضعف الحظيرة السكنية غير اللائقة للعيش بها، في أماكن معرضة سنويا لتساقطات الأمطار، خاصة أنهما تقعان في أخفض منطقة بالجزائر. وفي المقابل استبشر الموالون بالأمطار، خاصة وأن المراعي قد عادت لها خضرتها هذا العام. وفي السياق ذاته توقع الموالون أن تساهم هذه الأمطار في زيادة عدد رؤوس الماشية بالولاية.