بدأت امس الثلاثاء في العاصمة البريطانية لندن أعمال المنتدى الاقتصاد الإسلامي العالمي التاسع، بمشاركة رئيس الوزراء الماليزي داتو سري محمد نجيب تون عبد الرزاق، ونائب رئيس الوزراء التركي علي باباجان، والرئيس الأفغاني حامد كرزاي، وعضو المجلس الرئاسي لجمهورية البوسنة والهرسك بكير عزت بيكوفيتش. ويحضر بعض جلسات المنتدى كل من الأمير البحريني سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس وزراء باكستان نواز شريف، والملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، ورئيسة جمهورية كوسوفو عاطفة جاهجكه. كما حضر جانبا من المؤتمر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والقى فيه كلمة اعلن فيها عن خطط لاطلاق مؤشر إسلامي ببورصة لندن واصدار سندات اسلامية بريطانية، وذلك في إطار خطط حكومته لجعل لندن مدينة رائدة على مستوى العالم في التمويل الإسلامي. وقال كاميرون ‘ان لندن هي اصلا اكبر مركز مالي اسلامي خارج العالم الاسلامي. ونطمح اليوم ان نمضي ابعد' في هذا الاتجاه. واضاف ‘لا اريد ان تكون لندن عاصمة كبيرة للمالية الاسلامية في العالم الغربي فحسب، بل اريد ان تكون لندن مع دبي وكوالالمبور احدى العواصم الكبرى للمالية الاسلامية في العالم'. واكد كاميرون ان ‘الاستثمار في لندن جيد لكم وفتح لندن لاستثماراتكم جيد لنا'. وقال رئيس الوزراء البريطاني ان ‘الحدث الاول من نوعه الآخر' في لندن يتمثل في ان بورصة المدينة ستضع مؤشرا اسلاميا يجمع الشركات التي تستجيب لمبادئ الاستثمار الاسلامي. وقال في رد على مخاوف من الاستثمارات الاجنبية ‘حين تنمو المالية الاسلامية بنسبة 50 بالمئة اعلى من القطاع المالي التقيلدي (...) فاننا نريد ان نتأكد من ان قسما كبيرا من هذه الاستثمارات الجديدة يتم هنا في بريطانيا'. وشدد على ان ‘الاستثمار الاجنبي يوجد الثروة والوظائف ويساعد في تحقيق النمو'. وكانت حكومته حددت اولوية تقضي بتعزيز المبادلات مع القوى الناشئة. وفي هذا السياق قام وزير المالية البريطاني بعملية علاقات عامة لجذب الاستثمارات قبل اسبوعين في الصين. وتشكل لندن ومركزها المالي (السيتي) احد المراكز الكبرى للمال في العالم، وهي حاضرة اصلا في هذا المجال حيث يوفر اكثر من عشرين بنكا بريطانيا منتجات الصيرفة الاسلامية. كما تم ادراج 49 من الصكوك الاسلامية تبلغ قيمتها الاجمالية 34 مليار دولار في بورصة لندن في فترة خمس سنوات. لكن هذا المبلغ لا يشكل الا نزرا قليلا من الكعكة. وبحسب الحكومة البريطانية فان قطاع المالية الاسلامية الذي شهد قفزة كبيرة بنسبة 150 بالمئة منذ 2006، سيبلغ حجمه 1300 مليار دولار العام المقبل. وتضم المالية الاسلامية مجمل العمليات والمنتجات المالية المتطابقة مع الشريعة الاسلامية التي تحرم الربا والمضاربة واي استثمار في القطاعات المحرمة اسلاميا مثل الخمور والقمار والمواد الاباحية. وعبر وزير المالية البريطاني جورج اوسبورن عن الامل في ان يشكل اصدار بريطانيا صكوك اسلامية سيادية بقيمة 200 مليون جنيه ‘محفزا' لجذب الاستثمارات ولحث الشركات البريطانية على اتباع هذا السبيل لتعبئة رساميل. وبالنسبة للعالم الاسلامي فان الاصدار المرتقب لهذه الصكوك من قبل لندن ‘قرار مرحب به'، بحسب الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي يرى ان المالية الاسلامية يمكن ان تقوم ب'تعزيز القيم المناقبية والاخلاقية' في المالية العالمية بعد الازمة. من جانبه ابدى رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف ارتياحه لكون المالية الاسلامية ‘لم تعد منحصرة في العالم الاسلامي'. ومشهد لندن تحول اصلا على يد المالية الاسلامية. فمبنى ‘شارد' الشاهق الذي انجزه المهندس المعماري الايطالي رينزو بيانو ويطل على التايمز من علو 310 امتار، تم تمويله من قطر جزئيا بفضل ترتيبات مالية مطابقة للشريعة تماما كما هي حال القرية الاولمبية التي شيدت لمناسبة الالعاب الاولمبية بلندن العام الماضي. ويحضر المنتدى نحو 1500 مسؤول حكومي ورئيس تنفيذي في القطاع الصناعي والمصرفي وخبراء وأكاديميين في مجال الاقتصاد الاسلامي من نحو 100 دولة. من جهته أوضح موسى بن هيتام، رئيس منتدى الاقتصاد الإسلامي العالمي، أن المنتدى يعقد للمرة الأولى في بلد خارج نطاق العالم الإسلامي، شاكراً رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس بلدية لندن بوريس جونسون على الدعم الذي قدماه من أجل إنجاح أعمال المنتدى. واشار أن المنتدى سيولي أهمية خاصة للنساء والشباب ومواضيع التعليم ومشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. من ناحيته أشار رئيس البنك الإسلامي للتنمية، أحمد محمد علي، إلى أهمية التعاون الاقتصادي من أجل السلام والازدهار العالميين، وإلى أهمية الثقة المتبادلة من أجل تحقيق التعاون بين الدول، فيما تحدث رئيس الوزراء الماليزي داتو سري محمد نجيب تون عبد الرزاق عن الفوائد التي حققتها العولمة للعاصمة البريطانية لندن، مشيراً إلى أهمية المرأة والدور الذي تلعبه في الاقتصاد.