كشفت مصادر في رئاسة الجمهورية التركية اليوم الثلاثاء أن طائرات تركية من طراز اف-16 أسقطت بموجب قواعد الاشتباك ، طائرة روسية من طراز سوخوي 24، حيث جرى اسقاطها عقب تجاهلها للتحذيرات، وانتهاكها المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا. على نحو منفصل ذكر مكتب رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أنه تحدث مع رئيس أركان الجيش ووزير الخارجية عن التطورات على الحدود، ولم يذكر البيان أي شيء عن إسقاط الطائرة. وسقطت الطائرة الحربية في منطقة "باير بوجاق"(جبل التركمان) بريف محافظة اللاذقية شمالي غربي سوريا، بالقرب من الحدود مع تركيا. ورصدت كاميرا وكالة الأناضول لحظة سقوط الطائرة في "باير بوجاق" الواقعة مقابل بلدة " يايلا داغي" بولاية هاطاي جنوبي تركيا، حيث سجلت الكاميرا لحظات قفز الطيارين من الطائرة بمظلتهم بعد سقوطها، حيث اسرت المعارضة السورية المسلحة احد الطيارين الاثنين. ونقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر ميدانية داخل سورية أن أحد الطيارين الروس اللذين أسقطت تركيا طائرتهما االثلاثاء قد قتل ، فيما تم أسر الآخر. من جانبها ، نقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن مصطفى عبدالله ، المتحدث باسم لواء السلطان عبد الحميد (فصيل سوري معارض في جبل التركمان) ، أنهم قبضوا على أحد طياري الطائرة الروسية التي أُسقطت في جبل التركمان بريف محافظة اللاذقية. وقال عبد الله إن الطائرة سقطت في منطقة تشهد اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة والنظام في جبل التركمان، ولم يتضح بعد كيفية مقتل الطيار الروسي. من جهة أخرى نقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها اليوم الثلاثاء إن إحدى مقاتلاتها أسقطت في سوريا بعد تعرضها على ما يبدو لإطلاق نار من الأرض. ولكن وزارة الدفاع الروسية قالت إن الطائرة من طراز سوخوي-24 لم تنتهك المجال الجوي التركي. وقالت الوزارة إن طياري الطائرة هبطا بالمظلات. وفور وقوع الحادثة، أعلنت السلطات الروسية أن الطائرة الحربية كانت تحلق في المجال الجوي السوري، في حين نشرت نظيرتها التركية صورة ملتقطة من رادار تثبت حسبها، أن المقاتلة من نوع سوخوي كانت في الأجواء الجوية التركية. بوادر أزمة دبلوماسية وفي نفس السياق أعلنت أنقرة، أنها راسلت كل من قيادة الحلف الأطلسي التي تعد عضوا فيه وكذا الأممالمتحدة لاعلامهما بمحتلف تفاصيل الحادث، وكانت العلاقات بين البلدين (تركيا وروسيا) تعرف برودة كبيرة بسبب اختلاف المواقف من الأزمة السورية. وأعلنت قيادة أركان حلف الشمال الأطلسي عن اجتماع طارئ اليوم على الساعة الرابعة لبحث ملف اسقاط الطارة الروسية، وكان لحلف في وقت سابق اكتفى بالقول أنه يتابع عن كثب القضية. ومعلوم أن من ببد من بنود بنود ميثاق الحلف الأطلسي، يشير الى أن اي اعتداء على أحد أعضائه يعني أنه اعتداء على باقي الأعضاء، ما يزيد من تعقيد الوضع في منطقة تعرف أزمة أمنية غير مسبوقة. وصف الكرملين حادث إسقاط الطائرة الحربية الروسية في سوريا بالأمر الخطير جدا، مشيرا أنه من السابق لأوانه تقديم تقييمات حول تحديد الصورة الكاملة لكافة الملابسات. من جانبه قال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي اليوم الثلاثاء إنه من المحتمل أن يقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقييمه للحادث في وقت لاحق من اليوم، وتابع ردا على سؤال حول عواقب محتملة للحادث على العلاقات الروسية-التركية: "إنه من غير الصائب أن نقدم حاليا أي تقييمات أو تخمينات أو نستخلص أي استنتاجات حتى وضوح الصورة بالكامل".