تحوّل مطار هواري بومدين بالعاصمة، في حدود الساعة الثانية زوالا مساء امس، إلى قاعة للأفراح بمناسبة حلول الوفد الفلسطيني لكرة القدم، وسط أجواء زاهية صنعتها فرقة الزرنة وزيّنتها زغاريد النساء. سادت حالة طوارئ كبيرة بمطار هواري بومدين دقائق قبل حلول الوفد الفلسطيني، وقد أنست الأهازيج التي أطلقها العشرات من الجزائريينوالفلسطينيين سوءَ التنظيم الذي طبع استقبال ضيوف الجزائر، قبل أن يتنازل المنظمون عن "تسلطهم" حيال الوفد الصحفي القوي الذي حضر لتغطية الحدث، بالسماح للإعلاميين بأخذ انطباعات اللاعبين وتصويرهم، خاصة أن كل الظروف كانت مواتية للتعامل مع الواقعة بصورة أكثر مرونة. وبدا أعضاء الوفد الفلسطيني، برئاسة جبريل الرجوب، متأثرين بالاستقبال الذي خُص به اللاعبون الفلسطينيون الذين لم يخفوا شعورهم بذلك، سواء عند حديثهم للصحافة أو عندما تسلموا باقات الورود. وأجمع اللاعبون الفلسطينيون ممن سألتهم "الخبر" على عدم إحساسهم بالمفاجأة لطبيعة الاستقبال، وقالوا إنهم سعداء لزيارتهم الجزائر لأول مرة، وباحتكاكهم بالكرة الجزائرية التي سجلت حضورا بطوليا في مونديال البرازيل، على حد وصفهم. وقال المدرب ولد علي نور الدين إن المقابلة بين المنتخبين الفلسطينيوالجزائري تعد حدثا تاريخيا سيبقى في ذاكرة اللاعبين والفلسطينيين للأبد، وأوضح ل "الخبر" أن اللاعبين الفلسطينيين بحاجة إلى مواجهة اللاعبين وديا ممن يحبونهم، وهذا ما ينطبق على الجزائريين، على حد وصفه. ودعا المدرب الأنصار الجزائريين للتنقل بأعداد كبيرة إلى الملعب الأولمبي لمشاهدة المقابلة والمشاركة في العرس الكروي، وأوضح أنه لا يمكن تصور إجراء مقابلة بين المنتخبين الجزائريوالفلسطيني بدون حضور جماهيري كبير، كاشفا أن اللاعبين الفلسطينيين يدركون أن الشعب الجزائري يساندهم ويتعاطفون معهم في معركتهم من أجل الحرية. وسيقيم الوفد الفلسطيني بفندق "الورود" بالبليدة، على أن يتحول لاحقا للإقامة بمركز سيدي موسى للتحضير للمقابلة الودية التي سيجريها المنتخب الفلسطيني أمام نظيره الأولمبي الجزائري يوم الأربعاء (سا:17.00) بملعب 5 جويلية، وسيجري الفريق الفلسطيني عددا من الحصص التدريبية قبل المواجهة الودية التي تقرر الدخول إليها مجانا، فيما برمجت زيارة لجبريل الرجوب، رفقة رئيس اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية الذي استقبل الوفد الفلسطيني، لمركز السويدانية بالعاصمة تحسبا لجعله مركزا لتحضير الرياضيين الفلسطينيين مستقبلا، بعدما حل بمقر سفارة فلسطينبالجزائر في أول محطة له في زيارته.