أجمع رجال أعمال بريطانيون على أن الندوة التي نظمتها جمعية الشرق الاوسط الاربعاء الماضي بلندن كانت جد اجابية كون الجزائر لديها أفضل مناخ للاستثمار في منطقة المغرب العربي داعين المؤسسات البريطانية للاستفادة من المشاريع التنموية الضخمة التي خصصتها الحكومة الجزائرية في اطار المخطط الخماسي القادم بغلاف مالي ضخم قدر ب 286 مليار دولار امريكي كونها مركزاً جذاباً لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية الباحثة عن الاستقرار.جاء ذلك خلال الندوة المفتوحة التي شارك فيها اكثر من 80 شخصية معظمهم من رجال الاعمال البريطانيين بهدف التعرف عن الفرص المتاحة و الاطلاع على اخر التغييرات التي جاء بها قانون المالية الاخير و الخاص بالاستثمار,و ذلك قبل الزيارة التي من المنتظر ان تقوم بها بعثة تجارية بريطانية للجزائر يومي 22 و 23 جانفي القادم بمرافقة السيد"توم كوك"ممثل الجمعية. و في كلمة الافتتاح نوه الرئيس الجديد لجمعية الشرق الأوسط البريطانية السيد"شارل هوليس"ان هذه الندوة ستعزز متانة الروابط التجارية والاقتصادية بين المملكة المتحدة و الجزائر. و قد حضر هذه الندوة من جانب سفارة الجزائربلندن كل من السيد مراد عجابي القائم بالاعمال و السيد على قصاي المكلف بالشؤون الاقتصادية,اضافة الى عمدة بلدية"ايسلنغتون"بشمال لندن"الجزائرية الاصل السيدة"مونة حميتوش". من ناحيته،دعا الدكتور منير قباني الرئيس العام لمؤسسة"يونايتد انشورنس"و مقرها لندن،الشركات البريطانية إلى الاستفادة اكثر من المشاريع الاقتصادية والصناعية المتاحة في الجزائر،كون الجزائر تبحث عن شركاء فعليين بما تعنيه الكلمة,كما طالب نفس المتحدث السفير البريطاني بالجزائر تسهيل منح التاشيرات و دراستها في اقصر وقت ممكن لفائدة رجال الاعمال..معربا عن اسفه كيف يمكن ان نتعامل مع شريك جزائري لا يستطيع التنقل الى لندن. و في مستهل الندوة قال السفير البريطاني السابق بالجزائر السيد"اندرو اندرسن"الذي غادرها الاسبوع الماضي ان الجزائر بلد محوري في المنطقة كونه يتوفر على جميع المؤهلات الاقتصادية و التجارية الضخمة..معربا عن الاعتقاد ان مثل هذه المشاريع تشكل فرص هائلة لدى رجال الاعمال و الشركات البريطانية للمشاركة و الاستفادة من العروض و المناخات الاستثمارية المتاحة هناك التي من شانها ان تعود بالنفع على البلدين. و كرد لما طالب به الدكتور قباني..اكد السفير"اندرسون"ان دراسة ملف التاشيرات يتم في دائرة الهجرة ببريطانيا و ليس على مستوى القنصلية بالجزائر نافيا بذلك اي عرقلة لرجال الاعمال الجزائريين لزيارة المملكة المتحدة. و من بين الاسئلة التي طرحت في الندوة ملف الازدواج الضريبي..حيث اوضح"اندرسون"ان هذا الملف غير مطروح في الوقت الحالي و لكنه جد ممكن في المستقبل. وبدوره أكد السيد"مارتين روبر"السفير البريطاني الجديد بالجزائر قبل استلام مهامه رسميا خلال تدخله انه سيواصل و سيبذل جهد اكثر لتوثيق روابط التعاون التي تجمع البلدين..كما وعد انه سيقوم بدراسة كل الملفات ذات الاهتمام الاوسع خاصة ملف التاشيرات لتسهيل تنقل رجال الاعمال..مضيفا أن زيارة بعثة رجال الأعمال البريطانيين للجزائر في شهر جانفي القادم ستتيح فرصة بحث الوسائل الكفيلة بالدفع العلاقات اكثر الى الامام بين الجانبين. بدورها،دعت السيدة"اولغا ماتلاند"رئيسة"مجلس الاعمال الجزائري البريطاني"رجال الاعمال البريطانيين ان يضعوا اقدامهم في السوق الجزائرية و ان يتحلوا بالصبر بهدف الاستفادة من الفرص المتاحة بالجزائر كونها بوابة افريقيا,و هذا وسط تصاعد المنافسة من موسسات اقتصادية من دول اخرى . وقد تم تنظيم هذه الندوة،بتعاون مع عدد من الشركاء،من بينهم"مجلس الاعمال الجزائري البريطاني"و"مجموعة أوكسفورد للأعمال". للاشارة تعد جمعية الشرق الأوسط، التي تاسست سنة 1961،كأهم وكالة بريطانية مهتمة بالنهوض بعلاقات التعاون التجاري والاقتصادي بين المملكة المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا..حيث تضم ازيد من 400 من الشركات الكبرى البريطانية.