أعلن الحرس الثوري الإيراني شنه هجوما صاروخيا باليستيا على جماعات إرهابية في مدينة البوكمال شرقي الفرات في سوريا، ضمن عملية ضربة محرم الهادفة للانتقام من منفذي هجوم الأهواز. وقال الحرس الثوري، امس في بيان: تم استهداف جماعات إرهابية وتكفيرية من تنظيم داعش في شرق الفرات، مدعومة من أمريكا وممالك المنطقة، ردا على هجوم الأهواز . وأضاف: العملية أدت إلى مقتل وجرح عدد كبير من عناصر وقياديي تلك الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى تدمير بناها التحتية ومخازنها للعتاد والسلاح . وأوضح الحرس أن قواته استهدفت تلك الجماعات الإرهابية ب6 صواريخ باليستية، مشيرا إلى أن الصواريخ قطعت مسافة 570 كم وأصابت أهدافها بدقة. ولفت الحرس الثوري إلى أن 7 طائرات قتالية من دون طيار قصفت مواقع الجماعات في شرق سوريا بعد الضربة الصاروخية. وتابع: المسؤولون عن هجوم الأهواز كانوا ينشطون في شرق الفرات بدعم وتوجيه أمريكي لتنفيذ سياسات إسرائيل ودول رجعية في المنطقة ، مؤكدا أن إيران سترد بقبضة من حديد وبشكل ساحق على أي تحركات شيطانية عدوانية ضدها. وخلّف هجوم شنه مسلحون في 22 من الشهر الماضي، استهدف عرضا عسريا في مدينة الأهواز جنوب غربي إيران، عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحرس الثوري الإيراني والمدنيين. رسائل إيران الصاروخية للمرة الثالثة، توجّه قوات الحرس الثوري الإيراني ضربات صاروخية ضد أهداف معادية اثنتان في سوريا وواحدة في العراق، ما يعني أن طهران ماضية قدما في إظهار نفسها قوة إقليمية كبرى. الضربة الصاروخية الإيرانية الأولى انصبت على أهداف في دير الزور منتصف العام الماضي، والثانية على مواقع للأكراد الإيرانيين شمال العراق الشهر الماضي، والثالثة ضربت كما هو معلن، مقرا للإرهابيين شرقي الفرات. طهران انتهزت هذه الفرصة وبعثت برسالة مع صواريخها في ضربتها الجديدة، وجهتها تحديدا إلى واشنطن وتل أبيب والرياض، من خلال عبارة كتبت على بعض الصواريخ، وفق وسائل الإعلام الإيرانية، ضد هذه الأطراف الثلاثة. قد تكون طهران أرادت أن تقول لهذه الأطراف عبر صواريخها وعبارة الموت لأميركا والموت لإسرائيل والموت لآل سعود ، أن يدها الصاروخية الطويلة تعمل، وهي لن تتورع عن قصف أهداف أبعد، إذا تعرضت للخطر. وعلى الرغم من أن إيران في ضرباتها الصاروخية الثلاث استهدفت مواقع لمسلحين وتنظيمات معادية، إلا أن استعراض السلاح الصاروخي يحمل رسالة تهديد واضحة ضد الأعداء الكبار، خاصة وأن طهران ترى أن عملية حشرها في الزاوية تجري بلا هوادة، وهدفها الأخيرة خنقها اقتصاديا والإجهاز على النظام من الداخل. كما أن الصواريخ الإيرانية تتحدث ضمنا عن أن خطوت التماس مع العواصم الثلاث، واشنطن وتل أبيب والرياض، قد اقتربت في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى من فوهات النار، ولعل محاولة ردع الخصوم كان هدف الصواريخ الأول، وإن جاء في لبوس الانتقام. صدى مثل هذا الاحتمال يبدو جليا في الاقتراب الخطر الأخير الذي وقع في مضيق هرمز بين زوارق الحرس الثوري وحاملة الطائرات الأمريكية ثيودور روزفلت . ويبدو أن إيران تستعد للمواجهة، خاصة بعد أن تغيرت الظروف وعاد التوتر حولها بشدة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، واستئناف العقوبات ضدها بصورة أقسى مما مضى، إضافة إلى الأزمة اليمنية التي عمقت الشرخ مع الرياض وصبت المزيد من الزيت على علاقات البلدين، ووصلت تداعياتها إلى خطوات حقيقية لإقامة حلف ناتو عربي ضدها في المنطقة. الحقيقة أن كل المؤشرات حول إيران لا تدعو للتفاؤل، نرى ذلك على الساحة السورية، وفي اليمن وفي مضيق هرمز، حتى أن السؤال يتعدى الآن احتمالات الحرب والسلام إلى التساؤل: من هذه الأطراف سيقدح شرارة الحرب، خاصة أن الاحتقان بلغ أوجه وضاق هامش المناورة، والأهم تجانس طرفا الصراع على موقف العداء الصارخ والقطيعة، وغاب أصحاب النوايا الطيبة من المشهد.