برحيل المجاهد مصطفى بن عودة، يسقط رقم آخر من مجموعة ال22 التاريخية، حيث بقي اثنان فقط على قيد الحياة، وهما عثمان بلوزداد وعبد القادر العمودي، بعد انتقال محمد مشاطي والزبير بوعجاج سنة 2014 إلى الرفيق الأعلى، لتفقد المجموعة التاريخية 20 مناضلا كرسوا شبابهم للتخطيط لتفجير الثورة التحريرية. غالبية مفجري الثورة من مجموعة 22 وهم مصطفى بن بلعيد، محمد بوضياف، العربي بن مهيدي، ديديوش مراد، رابح بيطاط، عثمان بلوزداد، محمد مرزوقي، الزبير بوعجاج، بوجمعة سويداني، احمد بوشعيب، عبد الحفيظ بوصوف، رمضان بن عبد المالك، محمد مشاطي، عبد السلام حباشي، رشيد ملاح، سعيد بوعلي، يوسف زيغود، لخضر بن طوبال، عمار بن عودة، مختار باجي و عبد القادر العمودي، استشهدوا خلال الثورة التحريرية، منهم زيغود يوسف، مصطفى بن بولعيد، ديودوش مراد، كما أدرك بعضهم الاستقلال وتقلدوا مناصب سامية في الدولة، على غرار رابح بيطاط، ومحمد بوضياف. المجاهد عبد القادر العمودي الثورة الجزائرية أكبر ملحمة شهدها التاريخ في القرن الماضي ولد المجاهد عبد القادر العمودي سنة 1925 بوادي سوف، وبها نشأ وترعرع إلى غاية انتقاله إلى مدينة بسكرة لمواصلة التحصيل العلمي وكان زميله في نفس القسم محمد العربي بن مهيدي. كان من بين المؤسسين لأول خلية للثورة بالوادي في أواخر 1944، كما كان عبد القادر العمودي أحد مسؤولي المنظمة السرية بقسنطينة، وقد تكفلت المنظمة السرية بشراء الأسلحة بأموال الحزب، كما لم يكن مطلوبا من قبل السلطات الاستعمارية، فقد مكّنه التنقل والتحرك بحرية كلما استدعت الضرورة ذلك، مثلما هو الحال عندما أشرف العمودي على ترتيب زيارتين قام بهما العربي بن مهيدي إلى أهله في الفترة الممتدة من 1950 إلى 1954. وخلال هذه الفترة تعددت نشاطات العمودي وتنقله بين الجزائر، بسكرة، سطيف وغيرها من مناطق الوطن لربط الإتصال. وبعد تفجير الثورة بثلاثة أو أربعة أشهر، الْتقى العمودي أحمد بن عبد الرزاق (سي الحواس) ببسكرة، وعلم منه أن مصطفى بن بولعيد كلّفه بالتوجه إلى العاصمة لمحاولة ربط الاتصال والتنسيق وإيجاد طريقة لتزويد الأوراس بالإعانات. وفي العاصمة (القصبة السفلى) ألقي القبض على العمودي، وبعد الاستنطاق والتعذيب أودع سجن سركاجي. وفي سنة 1956 تمّت محاكمته وأطلق سراحه، وبعد خروجه من السجن اتّصل بجماعة الولاية السادسة حيث حضر أحد الضباط التابعين لسي الحواس هو نورالدين مناني الذي اتصل بالعمودي، هذا الأخير ربط له الاتصال بمحمد العربي بن مهيدي من أجل توضيح مهام الولاية السادسة الجديدة. واصل نشاطه على هذا المنوال إلى غاية وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962، حيث شاهد الأعلام الوطنية ترفرف على شرفات وأزقة الجزائر وعاش أفراح الشعب الجزائري باسترجاع السيادة الوطنية. وللاشارة، فقد كَرّم حزب جبهة التحرير الوطني المجاهد عبد القادر لعمودي السنة الفارطة، أين قدم المجاهد لعمودي عرضا مفصلا عن اجتماع مجموعة ال22 ودوافع تفجير ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 التي تعد -مثلما قال- أكبر ملحمة شهدها التاريخ في القرن الماضي. كمت دعا العمودي الشباب إلى مواصلة مسيرة تشييد الجزائر وتسخير كل طاقاتهم من أجل الرقي بهذا البلد الذي تمكّن من استرجاع سيادته الوطنية بعد نضال وكفاح مريرين وتضحيات جسام. عثمان بلوزداد.. مدبر الهجوم الذي استهدف بترول موري سنة 1954 ولد المجاهد عثمان بلوزداد سنة 1929 بحي بلكور بالجزائر العاصمة، عمل كأمين لمخزن قطع الغيار، وكان مناضلا في المنظمة الخاصة وتبنى الاتجاه الثوري الذي كان يؤمن بفكرة العمل المسلح لإنهاء الاستعمار، وهو من القلائل الذين لم يتولوا مناصب في الدولة الجزائرية من مجموعة ال22، إنضم إلى اللجنة الثورية للوحدة والعمل بعدما إتصل به زوبير بوعجاج أول اجتماع حضره عثمان بلوزداد كان في 27 أوت 1954، الذي انعقد بالمدنية وكان الاجتماع تحت رئاسة بن بولعيد وبحضور كل من محمد مرزوقي، رابح بيطاط وبلحاج بوشعيب، كان عثمان بلوزداد عضوا في المجموعة ال22 التي اجتمعت في جوان 1954 وقررت الإعلان عن الثورة. ويعتبر بلوزداد مدبر الهجوم الذي استهدف (بترول موري) سنة 1954، فألقي عليه القبض في 07 نوفمبر 1954 وتعرّض لتعذيب قاس رفض أثناءه الكلام فحوكم سنة 1956، وأثناء المحاكمة أعلن عثمان بلوزداد انتماءه لحزب جبهة التحرير الوطني بعد الاستقلال، لم يتول عثمان بلوزداد أية مسؤولية سياسية وهو يعيش حاليا بالجزائر العاصمة.