يلتقي، عشية اليوم، المنتخب الوطني ضد نظيره الطوغولي في لقاء يدخل ضمن فعاليات الجولة ما قبل الأخيرة من تصفيات كأس إفريقيا، التي ستجرى فعاليتها في الكاميرون أو المغرب، بملعب لومي في العاصمة الطوغولية. ويطمح أشبال المدرب جمال بلماضي لتحقيق نتيجة إيجابية من أجل ضمان التأهل إلى الكان. وتعاني تشكيلة الناخب الوطني من عدة غيابات أبرزها ياسين براهيمي بسبب الإصابة وماندي لداعي العقوبة. وكان كل شيء يسير على ما يرام خلال الأيام الأولى للتربص الذي أجراه المنتخب الوطني لكرة القدم بسيدي موسى (الجزائر)، إلى أن دق بعض اللاعبين جرس الانذار معلنين عن غيابهم عن مباراة الطوغو المقررة اليوم بالملعب البلدي بلومي لحساب التصفيات المؤهلة الى كأس إفريقيا للأمم 2019، بسبب عدم تعافيهم من الاصابة، وهي الأخبار التي أخلطت حسابات الناخب الوطني جمال بلماضي. وبغض النظر عن عدم حضور مدافع نادي بيتيس اشبيلية الاسباني، عيسى ماندي، بسبب العقوبة، فإن بداية الغيابات كانت مع صخرة الدفاع رفيق حليش، الذي رغم مجيئه مع الخضر الى لومي، يوم الجمعة، الا أنه استبدل بمدافع وفاق سطيف عبد القادر بدران، بسبب الشكوك الكبيرة التي تحوم حول جاهزيته لهذه المباراة القوية والتي تعد بكثير من الندية وتحتاج الى عناصر على اتم الجاهزية. تلاه بعد ذلك الثنائي ياسين براهيمي، صانع ألعاب نادي بورتو البرتغالي، ومحمد فارس الظهير الأيسر لنادي سبال الايطالي، اللذين تأكدت استحالة مشاركتهما بسبب الإصابة ليتم تسريحهما الى نادييهما. وتعد المناصب التي سجلت غياب اللاعبين حساسة بالنسبة للمدرب الوطني نظرا لخبرة حليش في قلب الدفاع وبراهيمي في تحريك وصناعة اللعب وتشكيل الفرص السانحة للتسجيل. وبالنظر الى هذه الغيابات، أصبح بلماضي مرغما على إدراج لاعبين جدد في التعداد المعني بهذه المواجهة الهامة، من الذين سيمنحهم الثقة للمرة الاولى أو من أولئك الذين لم ينالوا الوقت الكافي لإثبات قدراتهم. وتتجه الأنظار نحو منح منصب صناعة اللعب إما للعائد يوسف بلايلي، المتألق مع ناديه الترجي التونسي والمتوج معه مؤخرا بلقب رابطة الابطال الافريقية، أو إلى لاعب نابولي الايطالي، آدم وناس، الذي أبان عن قدرات جيدة وفنيات رائعة خلال المقابلة الاخيرة للخضر امام البنين بكوتونو. واذا كان آدم وناس قد شارك لبضع دقائق في الجولة الرابعة ولم ينل فرصته بالشكل اللازم لتفجير إمكانياته، فإن الوقت المناسب قد جاء بالنسبة ليوسف بلايلي، الذي ينتظر على أحر من الجمر الضوء الأخضر لإثبات ما يمكن فعله في صناعة اللعب، لاسيما وأن حالته خاصة بعد غياب دام أكثر من ثلاث سنوات عن الميادين بسبب قضيته مع المنشطات، وهو الآن أمام مهمة رد الاعتبار. ويعد غياب أسماء في وسط الميدان الاسترجاعي والتنشيط الهجومي، على غرار نبيل بن طالب، عدلان ڤديورة، رشيد غزال واسحاق بلفوضيل، بمثابة فرصة العمر بالنسبة لبعض العناصر المحلية من أجل كسب ثقة المدرب الجزائري مستقبلا، خاصة في حال تأكد تأهل الفريق الى النهائيات الافريقية التي باتت على الأبواب. ويتعلق الامر بثنائي اتحاد الجزائر، أسامة شيتة (وسط دفاعي) وعبد الرحمن مزيان (وسط هجومي)، اللذين يتم استدعاؤهما لأول مرة في قائمة الخضر ، حيث يرى المحللون انه بإمكان بلماضي منح الثقة لأحدهما او كلاهما في هذه المواجهة بحكم معرفتهما للميادين والاجواء الافريقية كونهما خاضا منافسة قارية مع فريقهما سوسطارة . وصرح شيتة للصحافة الجزائرية لحظة وصول وفد المنتخب الوطني الى العاصمة لومي: مستعد لهذه المواجهة التي ستكون بطبيعة الحال قوية للغاية، وأنا أعمل بجد لنيل ثقة المدرب. لكن أتمنى تحقيق الأهم وهو ضمان التأهل إلى نهائيات الكان . من جهته، رحب مزيان بتعويضه لغياب ياسين براهيمي في حال ما تم إقحامه في هذه المباراة، قائلا: المباراة ستكون قوية، الضغط فيها كبير ولم لا أكون أحسن بديل لبراهيمي . من جهته، برر المدرب السابق للمنتخب القطري دعوته في كل مرة للاعبين جدد بالبحث عن الاستقرار، لكن ما يحسب له هو كسره لروتين استدعاء بعض العناصر التي تراجع مستواها في السنتين الاخيرتين والتي لم يتجرأ أي مدرب على زعزعتها من المنتخب ولو مؤقتا. طبعا أريد العمل مع نفس المجموعة التي بدأت تتضح بنسبة 85 بالمائة والباقي مرهون بمستوى اللاعبين والظروف القاهرة. نعم أبحث عن الاستقرار، يجب ألا ننسى أن الفريق مر بظروف صعبة منذ مدة ، يقول مدرب نادي الدحيل القطري سابقا. تقريبا نفس الشيء في المنظومة الدفاعية لاسيما بعد المفاجأة غير السارة التي حلت على الناخب الجزائري خلال ال48 ساعة الاخيرة بتأكد غياب الظهير الايسر إلياس حساني، وقلب الدفاع رفيق حليش، وقبلهما مع عيسى ماندي المعاقب. وستجبر هذه الغيابات المدرب الوطني على إحداث تغييرات ليس فقط في الأسماء، بل ربما حتى على مستوى الخطة. ويتواجد بلماضي في وضع لا يحسد عليه بعدم توفر ظهير أيسر حقيقي، على غرار فوزي غولام المصاب، بالرغم من تواجد يوسف عطال الذي سيكون بإمكانه اللعب كظهير ايمن أو ايسر نظرا للإمكانيات التي يتمتع بها هذا اللاعب الشاب الواعد. بالمقابل، ينتظر أن يحافظ حارس عرين الخضر ، رايس وهاب مبولحي، العائد من إصابة في الركبة، على مكانته في مواجهة اليوم أمام رفاق إيمانويل أديبايور.