سيشرع قريبا في عملية تطهير واسعة للعقار الذي منحته أجهزة الدولة المتخصصة وفق دفتر شروط محدد في السنوات الأخيرة لمستثمرين بمناطق النشاطات والمناطق الصناعية المنتشرة عبر ولاية بومرداس، حسبما أعلنه والي الولاية. وقال محمد سلماني في تدخله في الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي التي خصصت لمناقشة عدد من الملفات التنموية والميزانية الأولية ل2019، بأنه سيشرع قريبا في تطهير العقار بمناطق النشاطات عبر الولاية بغرض استرجاع الأوعية العقارية التي لم يحترم أصحابها دفتر الشروط وإعادة توزيعها لمستثمرين جادين ينتظرون تنفيذ مشاريع حقيقية ميدانيا. وستسند عملية التطهير هذه إلى لجنة ولائية تضم مدراء وإطارات تقوم بخرجات ميدانية لكل مناطق النشاطات عبر الولاية التي يفوق عددها ال30 لمعاينة حالة بحالة لكل الاستثمارات القائمة لتحديد الجادة من غيرها ومدى احترامها لدفتر الأعباء. وكشف الوالي في هذا الصدد بأن المصالح المعنية بالولاية (لن تقوم من اليوم فصاعدا بتوزيع قرارات أو عقود الامتياز أو التنازل على العقار الصناعي لمستثمرين غير جادين الذين ينتظرون ثلاثة سنوات كما هو منصوص عليه في دفتر الشروط لتغيير الوجهة دون تحقيق أو تجسيد المشروع ميدانيا). ومن أجل تجنب هذا الخلل و تماشيا مع الشح المسجل في المجال، يشدد محمد سلماني، سيتم منح للمستثمرين المعنيين مقررات قبلية مؤقتة صالحة لمدة ستة أشهر فقط مصحوبة بالمرافقة والمتابعة والمراقبة من المصالح المعنية بغرض اختبار مدى جدية المستثمر في تجسيد مشروعه على العقار الذي استفاد منه. وفي حالة ما إذا أثبت المستثمر جديته في تجسيد مشروعه ميدانيا على العقار الذي منح له مؤقتا، يضيف الوالي، فسيتم إثر ذلك تشجيعه تماشيا مع تقدم أشغال إنجاز المشروع من خلال منحه قرار الحيازة حسبما ينص عليه دفتر الشروط وإذا ثبت عكس ذلك فسيتم استرجاع العقار ومنحه لآخر. توفير 30 منطقة صناعية عبر 18 بلدية يشار إلى أن الولاية وفرت منذ مطلع التسعينات أوعية عقارية هامة من خلال نحو 30 منطقة موجهة للنشاطات الصناعية عبر 18 بلدية تزيد مساحتها الإجمالية عن مليون و600 ألف متر مربع، لكنها تعاني من عدم الاستغلال الأمثل حيث لم ينجز على مستواها إلى حد اليوم إلا قرابة 400 مشروع استثماري، فيما وصل عدد ملفات الاستثمار المودعة و تنتظر الموافقة على التوطين في عقار بداخل أو خارج هذه المناطق إلى نحو 4000 ملف إلى غاية نهاية 2017. وبغرض تدعيم فرص الاستثمار بالولاية تم اقتراح في السنوات الماضية إنشاء ثلاثة مناطق نشاطات جديدة بكل من زموري البحري والأربعطاش والزعاترة، إضافة إلى برمجة توسيع عدد من مناطق النشاطات القديمة. وانطلاقا من واقع هذه المناطق، تم رصد أغلفة مالية فاقت قيمتها 1.400 مليار دج برسم المخطط الخماسي 2010-2014 والتكميلي لعام 2014 لتهيئة وتأهيل مناطق النشاطات لكل من بلديات الناصرية وخميس الخشنة وأولاد موسى وبغلية وبرج منايل والثنية وسي مصطفى والخروبة وشعبة العامر ويسر وبودواو.