يواصل رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الدفاع باستماتة عن مطلب تأجيل الانتخابات الرئاسية والتأسيس لمرحلة انتقالية لمدة سنة، تمر عبر توافق بين السلطة والمعارضة وإصلاحات دستورية وسياسية وانتخابية بضمانات متفق عليها. ورغم إقراره بعدم تجاوب أحزاب وشخصيات المعارضة مع دعوته لعقد اجتماع تشاوري لاتخاذ موقف موحد فيما يخص الانتخابات الرئاسية المقررة شهر أفريل المقبل، إلا أن زعيم حمس قال في تصريحات صحفية أمس: حاليا نحن بصدد القيام بجهود إضافية لإعادة الثقة التي بدونها لن ننجح في مشروع التوافق الوطني، نحن نبذل جهودا حثيثة منذ الصيف الماضي لتوحيد رؤى جميع أطياف المعارضة وسنستمر في ذلك . وعن الانتقادات التي طالت دعوته لتأجيل الانتخابات الرئاسية، يرى رئيس حمس أن المطلب جاء نتيجة عدم تحقيق التوافق بالإضافة إلى الوضع القائم الذي لا يسمح بإجراء انتخابات شفافة ونزيهة ، على حد تعبيره. وهنا، قال مراقبون إن خليفة أبو جرة سلطاني في حزب الراحل محفوظ نحناح، قد تحول إلى مدافع شرس عن تأجيل الانتخابات الرئاسية، وهو ما أوقعه في صدام مع الرافضين للتأجيل، إلى درجة أن هناك من اتهمه بأنه قبض الثمن، كما جاء على لسان رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان. ولجأ رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري إلى جس نبض الشارع الجزائري ومحاولة تلمّس التوجه الغالب، بشأن الانتخابات الرئاسية المرتقبة شهر أفريل المقبل. مقري وضع أربعة سيناريوهات محتملة للانتخابات الرئاسية المقبلة،في استفتاء عبر صفحته الرسمية في الفايس بوك ، ودعا إلى اختيار الأفضل من بينها، ويأتي على رأسها احتمال ترؤس الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة، ثم احتمال التمديد عبر ندوة وطنية، أما الاحتمال الثالث، حسب مقري، فهو تنظيم انتخابات تنتج رئيسا جديدا، في حين حدد الاحتمال الرابع والأخير في العمل على تأجيل الانتخابات لمرحلة انتقالية لمدة سنة، عبر توافق بين السلطة والمعارضة وإصلاحات دستورية وسياسية وانتخابية بضمانات متفق عليها. وجاءت معظم ردود المعلقين في صفحة رئيس حركة مجتمع السلم، مصوتة على الخيار الرابع، وهو العمل على تأجيل الانتخابات لمرحلة انتقالية لمدة سنة عبر توافق بين السلطة والمعارضة وإصلاحات دستورية وسياسية وانتخابية بضمانات متفق عليها، وهو المقترح الذي تتبناه الحركة، وطرحته قبل أسابيع على مختلف الأحزاب السياسية بشكل مباشر. في حين شكك بعض المعلقين في نية مقري. وكان مقري قد أطلق الصائفة المنصرمة، مبادرة من أجل التوافق الوطني حول مرشح الانتخابات الرئاسية المقبلة، غير أن هذه المبادرة قوبلت برفض من قبل مكونات الساحة السياسية بما فيها احزاب معارضة، غير أن الروح عادت لمبادرته مؤخرا، بالتوازي مع إطلاق رئيس تجمع أمل الجزائر (تاج)، عمار غول، لمبادرة شبيهة، ذهب الكثير من المراقبين إلى اعتبارها نسخة معدلة من مشروع حمس.