- اجتماعات مكثفة للتشكيلات السياسية لدراسة خيارات الاستحقاقات المقبلة يشكل مطلع شهر فيفري المقبل محطة حاسمة في مواقف العديد من التشكيلات السياسية بخصوص ملف الرئاسيات المقبلة، حيث بات جليا بأن التطورات الأخيرة للساحة وظهور إشارات قوية للعهدة الخامسة لبوتفليقة قد حركت الأحزاب المترددة، والتي ستعقد اجتماعات داخلية هامة للفصل في مسألة تعاطيها مع الاستحقاق المقبل. وبعد غياب طويل، من المرتقب أن يجمع حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية أركانه غدا لتحديد موقفه النهائي من رئاسيات 18 افريل، حيث سيلتأم المجلس الوطني للأرسيدي في دورة طارئة يرتقب بحسب الأصداء الواردة أن تميل كفته نحو المقاطعة، خصوصا وأن الحزب المحسوب على المعارضة قد أعلن سابقا، بأنه لن يساند أي مرشح في الوقت الحالي، لكونه لا يرى أي جدية فيمن أعلنوا مشاركتهم في هذا الاستحقاق، علما أن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية قد قاطع آخر إنتخابات رئاسية جرت سنة 2014. أما جبهة العدالة والتنمية المحسوبة على المعارضة كذلك، والتي يرأسها الشيخ عبد الله جاب الله، فستجمع بدورها مجلسها الشورى في دورة عادية نهاية الأسبوع، ويوجد على رأس جدول أعمالها، الحسم في موقفها من الانتخابات الرئاسية المقبلة. فعلى الرغم من أن هذا الحزب سحب استمارات الترشح، إلا أن موقفه النهائي لا يزال لم يحسم بعد، علما أن جاب الله لم يشارك في الاستحقاق الأخير، وأكد من جهة أخرى بأنه لا ينوي الترشح لرئاسيات افريل 2019. ولم يقتصر التردد في ملف الرئاسيات المقبلة على أحزاب المعارضة، بل شمل تشكيلات محسوبة على الموالاة على غرار الحركة الشعبية التي قررت عقد اجتماع لمجلسها الوطني في زرالدة غدا للكشف عن موقف هذا الحزب الذي يعتبر طرفا في التحالف الرئاسي. وردد رئيس الامبيا عمارة بن يونس على مدار الاسابيع الماضية عبارة لا يمكن لأحد أن يمنع مواطنا من الترشح ما عدا المجلس الدستوري المؤهل للفصل في قبول الترشيحات، كما لا يمكن أيضا لأحد أن يجبر مواطنا على الترشح ، في إشارة إلى الدعوات الموجهة من قبل احزاب ومنظمات جماهيرية للرئيس بوتفليقة للترشح لعهدة جديدة. لكن وفي ظل المؤشرات القوية التي ظهرت مؤخرا بخصوص سيناريو العهدة الخامسة، يرجح مراقبون كثر بأن بن يونس سيلتحق بركب التحالف الرئاسي ويعلن ترشيح بوتفليقة رسميا لرئاسيات افريل المقبل. اما التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يقوده الوزير الأول أحمد أويحيى، فبرمج تنظيم دورة عادية لمجلسه الوطني خلال عطلة نهاية الأسبوع، بمقر تعاضدية عمال البناء، بزرالدة غرب العاصمة، على مدار ثلاثة أيام، ويختتم أويحيى نشاط حزبه بندوة صحفية صبيحة السبت، ينتظر أن يجيب فيها على كل الأسئلة المثارة بشأن موقف الأرندي من الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي حسم فيها مبكرا بدعوة الرئيس بوتفليقة إلى الترشح لعهدة خامسة. وفي السياق، كشف الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي، صديق شهاب، عن شروع حزبه في التحضير لحملة انتخابية لصالح رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفيلقة، مؤكدا في تصريحات اعلامية أمس، أن الانطلاقة الفعلية للتحضيرات المسبقة ستكون من خلال قرارات الدورة السادسة للمجلس الوطني للحزب والتي ستنعقد يومي 31 جانفي و1 فيفري المقبل، بزرالدة في العاصمة قائلا: سنعطي إشارة بداية العمل الميداني في الدورة وسنشارك في خوض غمار الرئاسيات إلى جانب أحزاب التحالف الرئاسي من خلال مباشرة جمع التوقيعات بعد سحب الرئيس لاستمارات الترشح وتجنيد القواعد في مهرجانات شعبية خلال أيام الحملة الانتخابية .