- وفاة 70 وإنقاذ قرابة ال800 شخص منذ بداية 2019 - بلعباس: يجب استعمال كاشف المونوكسيد في كل بيت - دعوة لتكثيف الحملات التحسيسية للحد من مخاطر الغاز يعرف فصل الشتاء، كما هو معروف، إقبالا كبيرا من العائلات الجزائرية على اقتناء وسائل التدفئة، وفي رحلة البحث عن أرخص الأسعار، يتجاهلون كل المخاطر التي تحويها بعض وسائل التدفئة، والتي تؤدي في الغالب إلى الهلاك اختناقا بالغاز، إذ تتميز (مدفآت الموت) المستوردة بعدم توفرها على معايير السلامة وهو ما قد يهدد حياة المواطنين، وهو ما كشفت عنه الجولة الميدانية التي قامت بها لجنة ضبط الكهرباء والغاز ب سونلغاز ، أن المدافئ المستوردة التي تفتقر الى معايير السلامة هي سبب حوادث اختناق الغاز في المنازل، حسب ما أكده رئيس لجنة ضبط الكهرباء والغاز، عبد القادر شوال. مدفآت الموت تهدد حياة الجزائريين مع حلول فصل الشتاء وموجة البرد القارس التي ترافق شتاء الجزائريين، زاد الطلب كثيرا على المدفآت التي أصبحت الحل الوحيد أمام الجزائريين لمواجهة البرد، حيث شهدت العديد من محلات بيع الأجهزة الكهرومنزلية، خاصة في الأسواق الكبرى، كالحميز والجرف بالعاصمة وسوق دبي بالعلمة، إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين. السياسي تجولت عبر عدد من الأسواق، حيث كانت وجهتنا الأولى سوق الحميز، شرقي العاصمة، دخلنا إلى محل لبيع الأجهزة الكهرومنزلية، يقول صاحبه سمير، أن الإقبال على المدفآت مع دخول فصل الشتاء عرف تزايدا، بفعل البرد القارس الذي اجتاح العاصمة في الأيام الماضية. وحول أنواع المدفآت التي يكثر عليها الطلب، يقول محدثنا: نحن نستورد سلعتنا من عدة بلدان، على غرار الصين، هذه الأخيرة يكثر الطلب عليها، بالإضافة إلى العلامات المصنعة محليا، والتي بدأت تعرف رواجا مؤخرا . وأضاف سمير لدى سؤالنا حول إذا ما كانت بعض المدفآت تشكل خطرا على المستهلكين، قال أن هناك بعض المستوردين يقومون بجلب مدفآت بقطع غيار مغشوشة وأحيانا دون مدخنات للتخلص من الغازات السامة، والكثير منها تسبب حوادث أودت بحياة الناس، وهو ما تؤكده العديد من الحالات التي عرفتها الكثير من الولايات. ويبدو ان تواصل حوادث القاتل الصامت عبر مختلف ولايات الوطن والتي راح ضحيتها، منذ بداية السنة الجارية، عدد هائل من الضحايا والتي وصلت، حسب المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، نسيم برناوي، منذ بداية العام الجاري، إلى 69 وفاة وإنقاذ 775 شخص من موت محقق. فيما أشارت حصيلة الشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء والغاز إلى وقوع 94 حادثا سنة 2018 بسبب الاستعمال السيء للغاز من استنشاق الغازات المحروقة وانفجارات بسبب تسربات للغاز ما دفع بلجنة ضبط الكهرباء والغاز لفتح تحقيق لمعرفة اسباب ارتفاع هذه الحوادث خلال هذه السنة. شوال: الأجهزة المستوردة سبب ارتفاع الحوادث أكد عبد القادر شوال، رئيس لجنة ضبط الكهرباء والغاز، أن التحقيقات التي قامت بها اللجنة تشير الى أن المدافئ المستوردة هي سبب حوادث الغاز وأهمية التوعية والتحسيس مفصلية للتقليص من حوادث الغاز. وأضاف بالقول: لا نملك سلطة لتفعيل التحقيق، إلا اننا نستطيع تكثيف التحسيس من خلال وسائل الإعلام لا سيما في القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية كما يمكننا استهداف التلاميذ ليكونوا هم حلقة الوصل بيننا وبين اوليائهم . بلعباس: تبني جهاز كاشف المونوكسيد.. الحل وفي خضم هذا الواقع الذي شهدته العديد من الولايات بسبب القاتل الصامت، دعا بلعباس حمزة، الامين العام للمنظمة الجزائرية لإرشاد المستهلك، لتبني جهاز كاشف المونوكسيد للحد من التسربات وقال: من بين الحلول التي نراها ناجعة للتقليل من حوادث الاختناق هي وجوب وجود كاشف للمونوكسيد في كل بيت وتخصيص دوريات لتقنيي سونلغاز من أجل الوقوف على كيفية ربط الجهاز بشبكة الغاز وفتحات التهوئة بشكل منتظم . عزوق: المدفآت المستوردة تعود لسنتي2013/2014 وفي ذات السياق، أوضح كمال عزوق، ممثل المنظمة الوطنية لحماية المستهلك بولاية البليدة في اتصال ل السياسي ، بأنه حسب التحقيقات التي قامت بها مصالح الضبط للغاز والكهرباء، لا وجود للمدفآت المستوردة، كما أن وزارة التجارة تشير إلى ذات الأمر بعد التحقيقات التي قامت بها وبعد منعها لاستيراد المدفآت، أين أشارت إلى أنه لا وجود لمدفآت مستوردة بالأسواق. ومن جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أنه حسب التحقيقات، فإن تواجد المدفآت المستوردة احتفظ بها بالمخازن، أين بقيت كمية منها تعود إلى سنة 2013 و2014، أي قبل منع السلطات لاستيرادها، وأشار محدثنا إلى أن الخلل والمشكل أيضا أن هناك أشخاصا كان لديهم سابقا مدفآت مستوردة بالمنزل، ثم أعادوا بيعها، بحيث يمكن القول أنه بطريقة أو بأخرى، فإن المدفآت قد تكون موجودة ولكن بالطرق التي ذكرناها لا غير، حيث أنها ممنوعة من الاستيراد ، وأشار محدثنا إلى أن المدفآت المستوردة قد تكون مغشوشة وتفتقد للمعايير اللازمة التي تضمن السلامة والأمان. دعوة لتكثيف الحملات التحسيسية للحد من مخاطر الغاز ومن جهته، طالب رئيس المنظمة الجزائرية للدفاع عن المستهلك، محمد عيساوي، باللجوء تلقائيا إلى العدالة عند وقوع أي حادث بسبب بالغاز، قصد تحديد مسؤولية كل متدخل. ونظمت مؤسسة سونلغاز لقاء إعلاميا بالمركز الدولي للمؤتمرات حضره مختلف الفاعلين في القطاع وكذا ممثلي الحركة الجمعوية لتفعيل العمل التحسيسي ضد مخاطر الاستعمال السيء للغاز في المنازل. ولدى إجابته عن انشغالات جمعيات حماية المستهلك، دعا وزير الطاقة إلى تنظيم حملات تحسيسية أكثر فاعلية، معربا عن مساندته لفكرة الزيارات الدورية من أجل مراقبة مدى مطابقة المنشآت الغازية. كما دعا إلى ترشيد الاستهلاك، معتبرا أن بعض السلوكات البسيطة بإمكانها أن تساهم في الاستهلاك الحسن والحفاظ على هذا المكسب بطريقة أفضل، وبالتالي، في تسيير أنجع للموارد وتوجيه الاستثمارات نحو المرافق الطاقوية الأكثر استهلاكا لتحسين نوعية الخدمات والاقتصاد في التكاليف. وفاة 70 وإنقاذ قرابة ال800 شخص منذ بداية 2019 ومن جهة أخرى، أوضح زهير أمزال، المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية في اتصال ل السياسي ، بأنه ومنذ الفاتح جانفي 2019 إلى غاية 12 فيفري، سجلنا 70 حالة وفاة، كما سجلنا 780 حالة إنقاذ، وكلها متعلقة باختناقات غاز أحادي الكربون ، وأشار المتحدث إلى أن الأسباب معتادة وهي غياب التهوئة، خلل في تركيب الأجهزة، إضافة إلى أجهزة مقلدة وغير مطابقة.